وقال الرئيس السوداني خلال كلمته أمس للحشد الجماهيري الكبير بالساحة الخضراء بولاية الخرطوم: «إن دولة قطر من الأصدقاء الذين وقفوا مع السودان، لافتاً كذلك إلى مواقف دول أخرى من بينها الصين وروسيا والكويت».
ودعا الرئيس السوداني شباب بلاده الذين وصفهم بـ «القوة الحية في الوطن» لتوحيد صفوفهم وتنظيفها من العملاء والمارقين، وتجهيز أنفسهم وتقوية عزيمتهم لتسليمهم السلطة، مضيفاً: «نحن جاهزون لتسليم السلطة لمن يستحقها»، ومشدداً على أن طريق الوصول للسلطة الوحيد الذي لا تنازل عنه هو عبر صناديق الاقتراع والانتخابات الحرة النزيهة، ودعا كل من يتطلع إلى حكم البلاد للرجوع إلى الشعب متعهداً بتسليم السلطة «لمن يختاره الشعب».
ووجه البشير تحية خاصة للقوات المسلحة التي حافظت على البلاد وقدمت الشهداء بقيادتها ورموزها فداء لأمن البلاد واستقرارها، منوهاً بالتعامل الحضاري لقوات الأمن والشرطة مع المتظاهرين وحسمهم للمخربين، وقال: «إن ما أنجزته حكومته خلال الفترة الماضية تم بشراكة أصيلة مع الشعب، فلا يحق لأية جهة أن تخرب ممتلكات الشعب ومن يتعرض لها ستحسمه الحكومة».
وشدد الرئيس السوداني في كلمته على أنه لا تهاون مع المخربين والعملاء والمندسين لزعزعة الأمن والاستقرار.. وأضاف: «لا تفريط في حماية الأمن والمواطن ولا سبيل لهم للنيل منا».
ووجه رسالة لحملة السلاح، مفادها أنه بعد اتفاقية السلام والحوار الوطني لا يوجد سبب لأي شخص لحمل السلاح؛ لأن كل القضايا تمت مناقشتها وتم وضع الحلول الناجعة لها عبر الحوار وتم الاتفاق عليها، معلناً ترحيبه بعودتهم لأرض الوطن ومشاركتهم في السلام الشامل. وحيا البشير صمود وقوة الشعب السوداني وصبره وتفهمه الكامل للظروف التي تمر بها البلاد، وإيمانه بأن البلاد بثرواتها وقيمها الأصيلة قادرة على مواجهة الأزمات والصعاب وتجاوزها، لافتاً إلى أن مكانة السودان وما يحظى به من مكانة دولية هي أساس الاستهداف والتربص الذي ظل يعاني منه منذ الاستقلال الذي يسعى لكسر إرادة الشعب وتركيعه.
وقال: «إن إرادة الشعوب لن تقهر» وإن الشعب السوداني قدم رداً بليغاً للعالم بتاريخه الحافل في هذا الخصوص.
من جانبه، أكد السيد بحر إدريس أبو قرده وزير العمل والإصلاح الإداري السوداني رئيس لجنة القوى السياسية لمعالجة الأزمة الراهنة ورئيس حزب التحرير والعدالة على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية والتمسك بالحوار الوطني والدفاع عن مخرجاته.
وشدد على أن «الحوار هو الخيار الوحيد المتاح الآن ولا خيار غيره، وأنه مسنود بقاعدة شعبية عريضة قدمت رداً واضحاً للعالم من خلال احتشادها اليوم»، وأضاف: «نحن لدينا إرادة قوية لتجاوز الأزمة».
وقال: «إننا أدرى من غيرنا بمدى مخاطر الحرب ودعاوى الجهات التي تريد أن تقفز بالبلاد للمجهول ولن نرضى إلا بالسيادة والريادة والأمن والسلام الشامل».
بدوره، أعلن السيد حاتم السر وزير النقل والطرق والجسور انتهاء الأزمة التي كانت تعاني منها البلاد واختفاء الصفوف التي كانت سمة وظاهرة خلال المرحلة الماضية، وجدد التأكيد على موقف زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني من وحدة وتماسك البلاد ومواصلة الجهود مع حكومة الوفاق لاستكمال مخرجات الحوار الوطني.
وفي كلمته أكد السيد التيجاني السيسي رئيس حزب العدالة والتحرير القومي دعم الحزب ومساندته لاستقرار البلاد، مستعرضاً موقع السودان الاستراتيجي وما يعانيه محيطه الإقليمي من صراعات وحروب ونزاعات محتدمة أثرت على البلاد وأفرزت حالة من الاستقطاب الإقليمي والدولي للسودان.
ولفت إلى أهمية وثيقة الدوحة لسلام دارفور ومساهماتها القيمة في استدامة الأمن والاستقرار في دارفور مما انعكس إيجاباً على الوطن، وقدمت نموذجاً لأهمية الاستقرار بعد معاناة الحرب التي عانتها دارفور، معلناً أن منهج الحوار هو أساس الاستقرار، ومطالباً الحكومة بقرارات سريعة واضحة وجريئة لإنهاء الأزمة، وداعياً كل القوى السياسية في البلاد حكومة ومعارضة لتوحيد الجهود لصالح الوحدة الوطنية.
فيما جددت السيدة تابيتا بطرس وزيرة الدولة السودانية تأكيدها على مخرجات الحوار الوطني، وأنها لن تضيع فرصة السلام والوقوف سنداً قوياً مع الاستقرار الدائم للبلاد، مشددة على أن أمن وسلامة البلاد «خط أحمر لا يمكن تجاوزه ولا مساومة ولا تهاون في ذلك».
من جانبهم، أكد ممثلو الأحزاب السياسية والحركات المسلحة المنضمة للسلام وقوى الحوار الوطني السياسية والاجتماعية في كلماتهم الوقوف مع مخرجات الحوار الوطني والوصول بها إلى نهاياتها وعدم التراجع عن الوثيقة الوطنية، وقدموا دعوة للأطراف غير المنضوية في الحوار لتحكيم صوت العقل والاستجابة لنداء السلام والحوار.
;