تتجه كتل سياسية بارزة في مجلس النوب العراقي لمساءلة وزير الخارجية محمد علي الحكيم داخل البرلمان، على خلفية إعلانه خلال مؤتمر صحفي الخميس أن العراق داعم لمبدأ حل الدولتين لإنهاء الأزمة الفلسطينية.
واعتبرت كتل عراقية موقف وزير الخارجية بمثابة اعتراف بإسرائيل، وهو موقف مخالف للمبدأ الذي اعتمده العراق طوال السنوات الماضية من الأزمة الفلسطينية.
ودعا ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي -السبت- إلى عقد اجتماع عاجل للبرلمان، والتصويت على إقالة وزير الخارجية على خلفية موقفه من القضية الفلسطينية.
وقال رئيس الكتلة في البرلمان خلف عبد الصمد في بيان “نعبر عن استغرابنا الشديد لموقف الخارجية العراقية إزاء القضية الفلسطينية التي يعتبرها العراق القضية العربية المحورية منذ عقود، ونعتبر هذا الموقف لا يمثل الشعب العراقي ولا القوى السياسية”.
وأكد البيان أن هذا الموقف المستهجن إزاء القضية الحقة للشعب الفلسطيني وتضحياته الكبيرة من أجل نيل حقوقه المصادرة، شكل إهانة لكل المساعي العراقية من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني، وطالب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بفتح تحقيق عاجل ومعرفة ملابسات التصريح.
بدوره، كشف النائب وجيه عباس عن تحالف البناء بزعامة هادي العامري -في تصريح لعدد من الصحفيين في بغداد السبت- عن جمع توقيعات لاستجواب الحكيم في البرلمان ومساءلته على تصريحاته بشأن حل الدولتين.
كما عبّر رئيس كتلة النهج الوطني -المنضوية في التحالف ذاته- عمار طعمة عن استغرابه من موقف وزير الخارجية العراقي بعد إعلانه الترحيب والاعتراف بإسرائيل، مشيرا إلى أن مثل هذه المواقف لا بد من الرجوع فيها إلى مجلس الوزراء والبرلمان.
توضيح الوزير
وردا على هذه الانتقادات، اعتبر وزير الخارجية العراقي أن ما تم تناقله “مجاف للواقع وعارٍ عن الصحة والحقيقة”، موضحا أن موقف العراق ثابت من القضية الفلسطينية ويستند إلى المبادرة العربية للسلام لعام 2002، والتي أعيد التأكيد عليها في القمة العربية في بغداد عام 2012.
وأكد الحكيم -في بيان صحفي نشر على موقع الوزارة- أن موقف العراق يتجسد في دعم استرجاع الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلا عن دعم جهود السلطة الفلسطينية في المؤتمرات والمحافل الدولية.
وبيّن الحكيم أنه دافع “في مجلس الأمن الدولي عن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، تحت بند الحالة في الشرق الأوسط، وألقى عددا كبيرا من الخطابات والبيانات الرسمية تأكيدا على حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الحق في العيش بدولة مستقلة قابلة للحياة. وفي لجنة إنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة في الجمعية العامة) دأب مندوب العراق خلال الاجتماعات الدورية على تقديم الخطابات الوطنية وعقد لقاءات للدول المتماثلة التفكير لدعم دولة فلسطين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”.
ولفت الوزير إلى أن العراق دعم فلسطين للحصول على عضوية كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ورئاسة مجموعة 77 والصين“.
المصدر : وكالات