عندما يتكشف فصل جديد في التاريخ الأميركي مع بداية عام آخر هذه بعض التوقعات عن المشهد السياسي في عام 2019 كما يتوقعها عضو الكونغرس السابق من نيويورك جول لي بوتيلير:
مسار ترامب الهبوطي
يعتقد الكاتب أن رئاسة دونالد ترامب لن تستمر في 2019 وذلك أن كل جانب من جوانب فترة حكمه يشير إلى أننا نتجه نحو تحطم واحتراق سياسي مذهل وقريب جدا بسبب سلوكه الشارد والغاضب بشكل متزايد وعزلته الذاتية التي فرضها على نفسه وعجزه ورفضه الاستماع إلى المستشارين الأذكياء الذين عينهم، وكل هذا سيقوده إلى الهاوية.
تحقيق مولر
قانونيا، ترامب في خطر ليس فقط من تحقيق المحامي الخاص روبرت مولر، بل أيضا من التحقيقات المنفصلة التي يجريها المحامي الأميركي للمنطقة الجنوبية من نيويورك عن حياة وتعاملات ترامب التجارية.
في تحقيقات مولر سيصدم الجميع بما اكتشفه وستكون النتيجة أسوأ بكثير لترامب مما توقعه أي شخص، سيكشف التحقيق أدلة على بيع ترامب نفسه لأعلى مزايد مقابل مساعدة وتمويل حملته، للروس والسعوديين والإماراتيين وغيرهم، وسيكون هناك دليل على أن ملايين الدولارات الأجنبية تدفقت بشكل غير قانوني في خزائن حملة ترامب عام 2016، وقد قالها من قبل “أنا للبيع”.
تراجع الاقتصاد
في هذه الأثناء تتراجع الاقتصادات العالمية والأميركية في جزء كبير منها بسبب الحرب التجارية غير الضرورية والخاطئة التي شنها ترامب ضد كندا وحلفائنا الأوروبيين.
وإذا أراد شن حرب تجارية مشروعة ضد الصين أليس من الأفضل أن يكون لدينا حلفاء تجاريون مثل كندا وأوروبا معنا بدلا من جعلهم خصوما لنا؟ بجانب أن ثقة المستهلك آخذة في الانخفاض، وسوف يتباطأ الاقتصاد الأميركي بشكل ملحوظ في عام 2019.
كذلك فإن الركود قريب جدا وسيستمر في عام 2020، كما تشهد أسواق المال تذبذبا يهدد بإضعاف دعم ترامب بين طبقة المانحين في الحزب الجمهوري، الأمر الذي سيؤثر على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين يبتعدون عن ترامب بسرعة.
اتساع الشروخ
عندما يقيم قطب الصحافة والترفيه روبرت مردوخ وضع ترامب ويقرر أنه لا يريد أن تذهب شبكة فوكس التي يمتلكها هباء مع ترامب يعني هذا أن الشروخ ستتسع إلى صدوع، في وقت بدأ فيه مقدمو شبكة فوكس الإخبارية يتساءلون عن تصرفات ترامب على الهواء ويظهرون شروخا وإن كانت صغيرة الآن، بعد أن كانوا موالين له 100%.
سحب القوات
الآن بعد أن أقال ترامب وزير دفاعه جيمس ماتيس من الممكن أن يفعل ما حاوله في 2018 وهو سحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية، وهذا بالضبط ما يريده زعماء كوريا الشمالية والصين وروسيا، ولن يمنعه أحد بعد إزاحة ماتيس ورئيس موظفيه السابق جون كيلي اللذين جعلاه يعدل عن رأيه هذا في السابق، وسيثير هذا الأمر أزمة لم نشهد مثلها من قبل.
مجلس الشيوخ الجمهوري سيصاب بالجنون عندما يحدث هذا وكذلك وزارة الدفاع (البنتاغون) واليابان، وقد يعجل هذا الإجراء بتفكيك العشرين عضوا في مجلس الشيوخ بالحزب الجمهوري المطلوبين لتنحية ترامب إذا ما اتهمه مجلس النواب، الأمر الذي سينهي رئاسته.
حسابات السباق الرئاسي
في يونيو/حزيران سيبدأ السباق الرئاسي للحزب الديمقراطي في التبلور عندما تبدأ المناظرات التلفزيونية الأولى بمشاركة ربما عشرات المرشحين.
وإذا ما أجبر ترامب على الخروج من المشهد عام 2019 فسيؤول الحزب الجمهوري بعده إلى إعادة تشكيل شاملة، وستكون معركة ترشيح الحزب الجمهوري في عام 2020 أكثر ضراوة من حرب الديمقراطيين، وسينتهز مرشح غير متوقع هذه الفرصة السياسية في عام 2020.
المصدر : الصحافة الأميركية