عمران عبد الله
اختيرت أوش -وهي ثاني أكبر مدينة في قرغيزستان– عاصمة للثقافة والفنون في “العالم التركي” لعام 2019. وشمل الاختيار أيضاً فنانا شعبيا تركيا شهيرا وشاعرا أذريا كتب أشعاره البديعة باللغات التركية والفارسية والعربية.
جاء ذلك في الدورة الـ 36 للمجلس الدائم لوزراء الثقافة في دول “توركصوي” التي استضافتها ولاية قسطموني شمالي تركيا.
وقال وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي إنه نقل مهام التنسيق بالمنظمة إلى قرغيزيا. وأضاف أن الاجتماع القادم للمنظمة -التي تطلق على نفسها “يونسكو العالم التركي”- سيجري بمدينة “أوش” القرغيزية.
من جهته، قال دوسان كاسينوف الأمين العام لـ “توركصوي” إن 2019 سيكون عام آشيق فيسال (أحد أبرز مطربي الفنون الشعبية بتركيا أوائل القرن العشرين) وعماد الدين نسيمي الشاعر الأذري من القرن الـ 14″.
وتأسست “توركصوي” عام 1993، ومركزها الرئيسي العاصمة التركية أنقرة، وهي منظمة دولية تعنى بالشؤون الثقافية للدول الناطقة بالتركية.
وتضم كلا من تركيا وأذربيجان وكزاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان وتركمانستان، وكلاً من جمهورية شمال قبرص التركية وجمهوريتي تتارستان وياقوتيا بالاتحاد الروسي، ومنطقة غاغاوزيا الذاتية الحكم في مولدافيا أعضاءً بصفة مراقب.
وتقوم الهيئة الدولية بنشاطات لتعزيز علاقات الأخوة والتضامن بين الشعوب التركية، وتمرير الثقافة التركية المشتركة إلى الأجيال القادمة، وتعريفها للعالم.
فيسال ونسيمي
كان فيسال من كبار فناني تركيا وشاعرا من الأدب الشعبي التركي، ويعني اسمه بالعربية (عشق وصال). ولد في قرية شرقشلة بمحافظة سيواس التركية، وبرع كشاعر وكاتب للأغاني، وكان أعمى في معظم حياته.
وعرف بأغانيه ذات النغمات الحزينة وتناوله لحقيقة الموت، لكنه برع أيضاً في كتابة كلمات الأغاني التي تتحدث عن الأخلاق والقيم، وقضايا الحب والرعاية ومعتقدات الحياة، ووصف ببراعة كيف يرى رجل أعمى العالم.
وبخلاف فقدانه لبصره، فقد عاش حياة صعبة تخللتها الحرب العالمية الأولى ومعاناة مع مرض الجدري وفقدانه لابنه ثم أمه وابنته في سن مبكرة، ومعايشته لكل هذه الأحزان التي تركت آثارها على نغمات أغانيه.
أما عماد الدين نسيمي فهو شاعر وأديب صوفي أذري أو تركماني، كتب شعره بالتركية والفارسية، وله ديوانين نظم أحدهما بالتركية والآخر بالفارسية، كما له قصائد عربية نظمها بلسان عربي فصيح.
أوش
تعد أوش ثاني أكبر مدينة بقرغيزستان، وتقع في وادي فرغانة جنوب البلاد وغالبا ما يشار إليها باسم “عاصمة الجنوب”.
وهي أقدم مدينة بالبلد (يقدر عمرها بأكثر من ثلاثة آلاف سنة) وأصبحت مركزا إداريا لمنطقة أوش منذ عام 1939. ويبلغ عدد سكان المدينة المختلطة عرقيا حوالي 282 ألف نسمة عام 2017.
وتضم أوش سكانا من القرغيز والأوزبك والروس والطاجيك وغيرها من المجموعات العرقية الأصغر. وتقع على بعد حوالي خمسة كيلومترات من حدود أوزبكستان.
ويقع في أوش سوق هام بالهواء الطلق ظل في نفس المكان على مدى الألفي عام الماضية، وكان سوقًا رئيسيًا على طول طريق الحرير. وانهارت القاعدة الصناعية بالمدينة التي أُنشئت خلال الحقبة السوفياتية، إلى حد كبير بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ولم تبدأ الانتعاش إلا بالآونة الأخيرة.
وتقع فيها العديد من المعالم، منها ثاني أكبر مسجد بالبلاد (يقع بجانب السوق) ومسجد الرباط عبد الخان الذي يعود إلى القرن الـ 16، ويعتبر موقع التراث العالمي الوحيد في قرغيزستان.
ويوجد فيها كذلك كنيسة أرثوذكسية روسية أعيد افتتاحها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وأحد التماثيل القليلة المتبقية للزعيم السوفياتي لينين، وكذلك جبل سليمان الذي يقدم إطلالة رائعة على أوش وضواحيها.
ويعتقد باحثون ومؤرخون أن هذا الجبل هو المعلم الشهير بالعصور القديمة والمعروف باسم “البرج الحجري” الذي كتب عنه بطليموس بكتابه الشهير “الجغرافيا” وهو يمثل نقطة الوسط على طريق الحرير التجاري القديم الذي اتخذته القوافل بين أوروبا وآسيا.
ويوجد مجمع تاريخي وأثري محفور في جبل سليمان، ويحتوي على مجموعة من المكتشفات الأثرية والجيولوجية والتاريخية ومعلومات عن النباتات والحيوانات المحلية.
المصدر : الجزيرة