تتواصل سياسة محاربة المحتوى الفلسطيني، حيث تفاجأ القائمون على شبكة قدس الإخبارية بحذف قناتها على موقع يوتيوب للمرة الثالثة، والتي سجلت عشرات آلاف المتابعين وملايين المشاهدات.
ويتعرض المحتوى الفلسطيني بشكل عام، والمحتوى المقاوم بشكل خاص، للحذف والتضييق، حيث حذفت مواقع فيسبوك وتويتر وإنستغرام ويوتيوب مئات الصفحات العامة والشخصية ومقاطع الفيديو والصور، بحجة مخالفة المعايير والتحريض على العنف.
ويكفي لحذف الصفحات الفلسطينية أو حظرها نشر مقطع فيديو فلسطيني، أو صورة لشهيد، أو حتى كلمة رثاء، أو تعبير عن حب المقاومة أو عن الواقع المعاش تحت الاحتلال من حصار وإجرام، أو نقل لمعاناة أسير أو عائلة فلسطينية.
شبكة قدس
ويعتبر مدير شبكة قدس في قطاع غزة عز الدين الأخرس حذف قناة يوتيوب الخاصة بالشبكة نتيجة لحملات التحريض الإسرائيلية ضد المحتوى الفلسطيني، داعيا الجمهور العربي “لمواجهة سياسة يوتيوب العنصرية الراضخة للاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل”.
واتهم الأخرس إدارة يوتيوب بالرضوخ للضغوط الإسرائيلية بحجج واهية تزعم أن الشبكة تنشر مقاطع فيديو تحريضية، وهو ما نفاه الأخرس، مؤكدا أن المحتوى الفلسطيني يراعي معايير هذه المواقع.
وأضاف أن شبكة قدس مستمرة في نشر رسالتها على كل المنصات الإلكترونية ولن تسمح للاحتلال بإسكاتها والتفرد بنشر الأكاذيب، وأنها ستعمل على إيصال الصوت الفلسطيني لجميع أنحاء العالم.
وكمئات الفلسطينيين الذين تعرضوا لإغلاق حساباتهم، تلقى الأكاديمي والمغرد الفلسطيني رفعت العرعير، بغضب شديد، رسالة إلكترونية تخبره بحذف حسابه على تويتر بحجة مخالفة المعايير.
ويعد حساب العرعير من أكثر الحسابات الفاعلة باللغة الإنجليزية، حيث بلغ عدد متابعيه نحو ٩٠ ألف متابع، بينهم الكثير من السياسيين والصحفيين والمفكرين والناشطين حول العالم.
ويرى العرعير أن فضح جرائم الاحتلال، وتغطيته المستمرة والمكثفة للوضع في فلسطين تحت الاحتلال، والمطالبة بحق الفلسطينيين في العيش بحرية وكرامة ومقاومة الاحتلال، هي أسباب حذف حسابه.
واتهم العرعير إدارتي فيسبوك وتويتر بالرضوخ للضغوط الصهيونية لمحاربة المحتوى الفلسطيني وتغييب الرواية الفلسطينية، مؤكدا للجزيرة نت أن الفلسطينيين سيواصلون نشر صوتهم.
وأكد العرعير أنه سيفتح حسابا جديدا على النهج نفسه، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيشكل صعوبة في الوصول للجمهور ذاته الذي استغرق سنوات للوصول إليه، لكنه ذلك سيكون حافزا للإبداع والانطلاق من جديد.
|
كتائب القسام
في سياق قريب، ذكر مدير الموقع الإلكتروني لكتائب القسام للجزيرة نت أن فيسبوك حذف أكثر من 60 صفحة تابعة للموقع الرسمي للكتائب، كما حذف موقع تويتر 22 صفحة رسمية وصل عدد متابعيها أكثر من 100 ألف، وحذف تويتر أيضا ست صفحات للناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في حين حذف تطبيق إنستغرام ثماني صفحات.
ويلجأ القائمون على الموقع للتغلب على هذه المعضلة لاستعمال مسميات مختلفة، لكن بعد نشر المحتوى المقاوم تقوم إدارات هذه المواقع بحذف الصفحات مباشرة دون إنذار.
وبحسب مدير الموقع، فإنهم عملوا مؤخرا على إنشاء مجموعات على تطبيقي واتساب وتلغرام لإيصال رسالة المقاومة للجمهور في كل مكان، ولم يسجل حتى اللحظة حذف لهذه المجموعات.
وأكد مدير الموقع أنهم مستمرون في استخدام كل الوسائل المتاحة لتوصيل رسالة المقاومة وإبراز الوجه الحقيقي للاحتلال مهما كلفهم من ثمن.
من جهته، اعتبر معاذ حامد، من مؤسسة سكاي لاين الدولية، خطوات مواقع التواصل بحق المحتوى الفلسطيني استهدافا خطيرا لحرية التعبير، وقال إن “المسوغ القانوني الذي تسوقه إدارات هذه المواقع غير منطقي”.
وتساءل حامد في حديثه للجزيرة نت عن سبب استهداف المحتوى الفلسطيني من قبل تلك المواقع بذريعة التحريض، في حين لا تطبق هذه الإجراءات على الطرف الإسرائيلي، معتبرًا أن هناك تفرقة واضحة.
وأكد حامد أن شبكات التواصل الاجتماعي لا تلقي بالاً لبيانات المؤسسات الحقوقية أو مراسلاتها الرسمية عبر المحامين، رغم التواصل معها بشكل مستمر حول التفرقة في التعامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وخصوصا في الأيام الأخيرة.
المصدر : الجزيرة