الجزيرة نت-أريحا
بدأت المعتقلة الفلسطينية سهى جبارة إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ الخميس الماضي، بعد أن قررت محكمة الصلح تمديد اعتقالها 15 يوما على ذمة التحقيق، في سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية (جنوب الضفة الغربية).
وقال مهند كراجة محامي المعتقلة إنها أعلنت الإضراب عن الطعام بعدما قررت محكمة صلح أريحا تمديد اعتقالها على ذمة النيابة العامة لاستكمال التحقيق معها “رغم حالتها الصحية السيئة”، كما أبلغته.
وبدأت جبارة إضرابها المفتوح مطالبة بالإفراج الفوري عنها “لعدم صحة الاتهامات الموجهة إليها”، واحتجاجا على “تعرضها للتعذيب لإرغامها على قبول التهم المسندة إليها”، كما نقل عنها.
واعتقلت سهى جبارة (31 عاما)، وهي أم لثلاثة أطفال، في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري من منزلها بقرية ترمسعيا (شمال رام الله) على يد قوة أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية، وقالت عائلتها إن اعتقالها كان مفاجئا بدون استدعاء ولا مذكرة إحضار رسمية، وفوجئت العائلة بنقلها إلى سجن أريحا.
وأعلنت النيابة العامة الفلسطينية الخميس أن كافة الإجراءات التي تم اتخاذها بحق المعتقلة جبارة تمت بموجب قرارات صادرة وفق الأصول.
وقال بيان صادر عن النيابة “إنها موقوفة على ذمة التحقيق، وأُسندت لها تهم جنائية”.
وردا على تصريح النيابة، قال والد سهى إنها متهمة “بنقل أموال لعائلات الشهداء والأسرى بصورة غير مشروعة”، وقالت شقيقتها خديجة جبارة إن اعتقالها جاء على خلفية سياسية، ويتم تغليفه بنصوص من القانون الجنائي.
وتظهر العائلة صورة لقرار التمديد، وجاء فيه “نوع الدعوى: جمع وتلقي أموال غير مشروعة خلافا للمادة 162 لقانون العقوبات لسنة 1960”.
قرار تمديد اعتقال سهى جبارة بعد اعتقالها (الجزيرة) |
تعذيب
وتمكنت شقيقة سهى من زيارتها بعد أربعة أيام من اعتقالها، حيث كشفت سهى عن آثار الضرب والتعذيب على يديها وجسدها.
وقالت إنها تعرضت لانهيار عصبي بعد اعتقالها، ونقلت إلى المستشفى، ولاحظت علامات الحقن في يديها.
وتعاني المعتقلة من مشكلة صحية تؤدي إلى تسارع مفاجئ في دقات القلب.
وكانت سهى استدعيت للتحقيق لدى الاحتلال الإسرائيلي قبل سنوات، أعقبه استدعاء من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في حينه، وتقول عائلتها إنها شابة متدينة وحافظة للقرآن الكريم.
وقالت سهى لعائلتها إنها تعرضت لتحقيق شديد لأربعة أيام متواصلة دون السماح لها بتناول الطعام والنوم بصورة كافية، “مع تعذيب جسدي ونفسي وبدون حضور عناصر من الشرطة النسائية غالبا”.
ووجهت عائلتها نداء للمؤسسات الحقوقية والفصائل الفلسطينية للتدخل للإفراج عنها، بعد إعلانها الإضراب المفتوح عن الطعام، وقالت إن أطفالها يعانون من أوضاع نفسية سيئة منذ اعتقالها قبل عشرين يوما.
وإلى جانب جنسيتها الفلسطينية، تحمل سهى جبارة الجنسيتين الأميركية والبنمية، وهي من مواليد بنما.
وطالبت عائلتها السلطات الأميركية والبنمية بالتدخل لدى السلطة الفلسطينية للإفراج عن مواطنتها، وتلقت العائلة رسالة استياء من السلطات البنمية التي قالت إنها استمرت في مراسلة السلطة لعشرة أيام كي تحصل على موافقة لزيارتها.
ونشر فريق الدفاع عن المعتقلة جبارة مساء الجمعة تقريرا حول اعتقالها للرأي العام، جاء فيه أن قوة أمنية مشتركة تابعة للسلطة الفلسطينية اعتقلت جبارة في تاريخ الثالث من الشهر الجاري، وأحالتها لمركز توقيف من أجل التحقيق معها بتهمة “جمع وتلقي أموال غير مشروعة”.
وأحيلت جبارة إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله بعد اعتقالها مباشرة، حسب فريق الدفاع، حيث تعاني من مشكلة مرضية في القلب، زادت حدتها إثر اعتقالها المفاجئ، و”هناك تم حقنها بمادة لا تعلم طبيعتها بوجود عنصري أمن وطبيب”، وفق إفادتها لوكيل الدفاع.
وفي اليوم التالي لاعتقالها، نقلت جبارة إلى مكان الاحتجاز في أريحا، ومنه نقلت إلى المستشفى بعد تدهور حالتها الصحية مرة أخرى.
وقالت لمحاميها إنها “بقيت ثلاثة أيام غير مدركة عقلياً وذهنياً ونفسياً ما يحدث معها”.
المصدر : الجزيرة