ميرفت صادق-رام الله
وشارك نحو ثلاثين صحفيا من قادة الاتحادين الدولي والعربي -على رأسهم رئيس الاتحاد الدولي فيليب ليورث- في المسيرة التي نظمتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى حاجز قلنديا العسكري، مطالبين بحرية الحركة للصحفيين الفلسطينيين.
وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية من دخول القدس والمناطق المحتلة عام 1948، وتقيد منحهم التصاريح الخاصة بذلك، كما تحرم صحفيي غزة من التحرك بحرية عبر الحواجز والمعابر المحيطة بالقطاع المحاصر.
وقبل وصول الصحفيين إلى حاجز قلنديا، هاجم جنود الاحتلال الوفد الدولي والمشاركين معه بقنابل الغاز المدمع، مما أدى إلى إصابة معظمهم بحالات اختناق شديدة. كما أصيب نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر بقنبلة غاز في كتفه الأيمن.
وقال أبو بكر للجزيرة نت إن جيش الاحتلال هاجم الصحفيين الأجانب ووفد الاتحاد الدولي بنفس الصورة التي يهاجم بها الصحافة الفلسطينية يوميا. وأضاف أن “اعتداء الجيش الإسرائيلي يجب أن يصعِّد من لهجة الاتحادات والنقابات الدولية للصحافة كي لا تمر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافة الفلسطينية دون عقاب”.
وبعد تعرضه للاختناق الشديد في المسيرة، قال رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين فيليب ليورث “عملت في الصحافة لسنوات طويلة، وتعرضنا لكثير من المخاطر، لكنني لم أتعرض لمثل هذا الغاز الذي هاجمنا به الجيش الإسرائيلي أبدا.. كان بإمكانهم إبعادنا عن المكان بهدوء، لكنهم فضلوا مهاجمتنا”.
وأضاف ليورث في حديثه للجزيرة نت أن “هذه رسالة واضحة من الجيش الإسرائيلي لكل العالم تقول: لا نهتم بحرية الصحافة، رغم ادعاء الإسرائيليين للديمقراطية.. الأنظمة الديمقراطية لا تتصرف بهذه الطريقة مع الصحفيين”.
صحفيون عرب وأجانب في مسيرة إلى حاجز قلنديا لدعم حركة الصحفيين الفلسطينيين (الجزيرة) |
لغة الرصاص
من جهته، قال رئيس لجنة الحريات في اتحاد الصحفيين العرب عبد الوهاب الزغيلات إن الصحفيين الأجانب ظنوا أن الاحتلال سيلجأ إلى الحوار معهم، عكس ما يفعله مع الفلسطينيين، “لكنه أثبت أنه لا يعرف سوى لغة الرصاص والغاز”.
وقال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين عمر نزال إن قمع المسيرة رسالة سيحملها كل الصحفيين الدوليين إلى كل العالم حول انتهاك إسرائيل للقانون الدولي الذي يحمي الصحفيين، وعدم اعترافهم ببطاقات الصحافة الدولية.
وحسب نزال، تعمل نقابة الصحفيين الفلسطينيين على ملاحقة الاحتلال عبر الاتحادات الدولية في ملف خاص باستهداف الصحفيين الفلسطينيين، وآخرهم ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين اللذان قتلوا بالرصاص الإسرائيلي أثناء تغطيتهم مسيرات الحدود على حدود قطاع غزة.
وتتولى نقابة الصحفيين البريطانيين -التي شارك ممثلون عنها في المسيرة- مهمة الذهاب إلى القضاء البريطاني للمطالبة بتقديم مرتكبي الجرائم الإسرائيليين بحق الصحفيين الفلسطينيين، كخطوة قبل التوجه إلى المحاكم الدولية.
وحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين، شهد العام الجاري أكثر من 700 انتهاك إسرائيلي بحق الصحافة الفلسطينية، منها جريمتا قتل، وآخرها 26 إصابة بالرصاص الحي لصحفيين خلال نوفمبر/تشرين الثاني الحالي فقط.
وينظم الاتحاد الدولي للصحفيين اجتماعه نصف السنوي في رام الله بمشاركة 21 صحفيا من أعضاء لجنته التنفيذية، تضامنا مع الصحفيين الفلسطينيين. ويمثل الاتحاد 160 نقابة للصحفيين حول العالم تضم في عضويتها 640 ألف صحفي حول العالم.
ويشارك الاتحاد الدولي غدا الأحد في مؤتمر بمدينة رام الله تحت عنوان “صحفيون في مرمى النيران”، يروي خلاله صحفيون فلسطينيون قصص تعرضهم للإصابة بالرصاص أو الاعتقال على يد جيش الاحتلال أثناء تغطيتهم للأحداث اليومية.
ويعقد المؤتمر قبيل إحياء اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، الذي قررته الشبكة الدولية للدفاع عن حرية التعبير “إيفكس” يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
ومنعت إسرائيل أمس الجمعة دخول نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري ومستشار اتحاد الصحفيين العرب التونسي الهاشمي نويري وممثل الاتحاد العام للصحفيين المغربي عبد الله البقالي إلى فلسطين للمشاركة في المؤتمر، بينما منعت أكثر من خمسين صحفيا حاولوا الخروج من غزة إلى رام الله للمشاركة في فعاليات الاتحاد الدولي.
المصدر : الجزيرة