يسمونهم حيتان البتكوين، تشبيها لهم بكبار المُلاك في الأسواق التقليدية الذين يستطيعون باحتياطاتهم المالية أن يؤثروا عليها، إنهم مُلاك البتكوين.
فسوق العملات الرقمية يتحكم فيها عدد قليل من الأشخاص، خاصة أن ثلث كبار المُلاك فيها غير ناشطين، كما ورد في مقال للكاتب جان غيوم في موقع برس سيترون الاقتصادي الفرنسي.
وقال الموقع إن دراسة جديدة أفادت بأن عددا قليلا من الفاعلين في العالم يملكون آلافا من البتكوين، وأن 62% من هذه العملة الرقمية المتاحة محصورة في يد 0.01% من أصحاب محافظ التخزين.
ونبّه الكاتب إلى أن هذه المجموعة القليلة المتحكمة في سوق العملات الرقمية -خلافا للأسواق التقليدية- أفرادها غير معروفين، ومعظمهم لا يريدون أن يُعرفوا.
وقال إن عددا من المحافظ الكبيرة يفترض أنها شهدت نشاطا في الأشهر الأخيرة، وبالفعل بدأت محفظة بتكوين عملاقة مرتبطة بسوق “سليك رود” (“طريق الحرير” وهي سوق سوداء عبر الإنترنت) منذ سبتمبر/أيلول الماضي، في ترحيل عدة ملايين إلى منصات لتحويل العملات المشفرة الخاصة بها، علما بأن هذه المنصة ظلت غير مستعملة منذ 2011.
وفي أغسطس/آب الماضي، باعت محفظة أخرى -كما يقول المصدر ذاته- ما لا يقل عن خمسين ألف وحدة بتكوين بصورة فجة، مما أدى إلى انخفاض سعر هذه العملة بنحو 15%.
ثلث حيتان البتكوين ناشطون
ومع أن ثلث حيتان البتكوين يبدون ناشطين، فإن تأثيرهم اليومي محدود إلى حد ما.
وقد حاولت دراسة أجرتها شركة تشين أناليسيس تعريف كل واحد من أكبر 32 جهة تحوز البتكوين في العالم، بعضهم بالفعل معروف ويؤثر على التفكير المتعلق بالعملات المشفرة، في حين يحافظ الآخرون على سرية هويتهم.
وقد قامت شركة تشين أناليسيس بدراسة مجموعة من 32 محفظة تمتلك حاليا حوالي مليون وحدة بتكوين، أي ما قيمته نحو 6.3 مليارات دولار بسعر اليوم، واستطاعت تصنيفهم في أربع مجموعات: التجار والمعدّنون والمجرمون والضائعون.
ثلثا وحدات البتكوين توجد بأيدي عدد قليل من الفاعلين في سوق العملات الرقمية (الأناضول) |
مجموعة التجار
وهي المجموعة الأكثر نشاطا، وأصحابها يشترون ويبيعون البتكوين بانتظام في السوق. وتتحكم في تسع محافظ تحتوي على ما يقرب من 332 ألف وحدة بتكوين، وهو ما يزيد قليلا على ملياري دولار. وقد بنوا معظمهم ثروته عام 2017، لذا فهم حديثون في السوق.
مجموعة المعدّنين
وهم مصنعو البتكوين، وهي مجموعة أقدم بكثير من التجار، وإن كانت تملك تقريبا نفس الكمية من العملة المشفرة، نحو 332 ألف بتكوين.
ويعتبر نشاط هذه المجموعة ضعيفا نسبيا بعد عامي 2016 و2017، بعدما أمن العديد منهم ثروة عن طريق بيع هذ العملة.
مجموعة المجرمين
ترتبط البتكوين غالبا بمختلف أنواع الاتجار غير المشروع، لكن ذلك لا يعني أنها تحت مراقبة المجرمين، إذ لا يتجاوز تداولها ثلاث محافظ تقدر قيمتها بنحو 125 ألف وحدة بتكوين، من ضمن المليون وحدة التي تناولتها الدراسة.
ويبدو أن اثنتين من هذه المحافظ ترتبطان بمنصة “طريق الحرير” المنحلة (TD)، في حين ترتبط الثالثة بغسيل الأموال.
الضائعون
ونبهت الصحيفة إلى أن هناك مفهوم “الضائعين”، وهو يشير إلى المحافظ الكبيرة التي لم يكن لها أي نشاط منذ عام 2011، وترجّح الدراسة أن أصحاب هذه المحافظ قد ضاعت منهم المفاتيح الخاصة للوصول إلى ثروتهم.
ورأت أن تلك المحافظ قد فُقدت إلى الأبد، وتمثل نحو 1.3 مليار يورو من أصل 6.3 مليارات يورو تمت دراستها.
ويبدو -وفقا لدراسة تشين أناليسيس- أن المخاوف المتعلقة بتأثير وقوة هذه المحافظ الضخمة من البتكوين، مبالغ فيها.
وعللت ذلك بأن الثلث النشط من حيتان البتكوين هم بالأساس التجار، وأن الباقين حتى لو استعادوا نشاطهم فسيكونون ميالين إلى الاستثمار.
ونبّهت الدراسة إلى أن التجار الكبار -عندما انخفض سعر البتكوين بشكل حاد في يناير/كانون الثاني- كانوا ميالين إلى شراء العملة المشفرة، مما ساعد على استقرار سعرها المتقلب، ووجدت في ذلك دليلا على أنهم لم يدخلوا السوق للمضاربة.
المصدر : مواقع إلكترونية