وتأتي الحملة انطلاقًا من رؤية قطر 2030 التي تقوم على أربع ركائز أساسية من ضمنهم تحسين صحة المجتمع القطري، وتقديم نظام وقائي عالي الجودة، يوفر للجيل الحالي ولأجيال تعيش السنوات المديدة القادمة بنمط حياة صحي متكامل.
ومن شأن حملة كلية العلوم الصحية الوصول للهدف الوطني المرام تحقيقه وفقًا لثلاث قيم أساسية تستهدف رفع مستوى الوعي فيما يخص التغذية، والرعاية الصحية، وتوفير الرعاية في السنين الأولى المبكرة للطفل.
وتضع الحملة نصب رؤيتها التصدي لتفاقم المشاكل الاجتماعية السلوكية المؤدية لمرض السمنة في سن الطفولة، والذي ينسف أساسات التنمية ويعرقل مسيرة تحقيق الرفاه المستدام للدولة.
ويؤمن فريق حملة “بداية ذكية” بأهمية رأس المال البشري الذي يعد المحرك الأساس وقطب الرحى في عملية البناء والتنمية لدولة قطر، إذ تقوم الرؤية الاستراتيجية للدولة على محورية الإنسان كركيزة أولى لتحقيق التقدم ومواصلة الوثبات التنموية.
وفي تصريحٍ لها، أفادت الأستاذة الدكتورة أسماء آل ثاني، عميد كلية العلوم الصحية في جامعة قطر أن قطر تستحق الأفضل من أبنائها ونسعى لخلق مجتمع فعال وحيوي يواصل مسيرة البناء هدفنا التصدي للعادات الاجتماعية المؤدية لمرض السمنة في سن الطفولة ندعم الاستراتيجية الوطنية الرامية لخلق مجتمع صحي معافى يقوده الشباب الأصحاء.
وبدورها، قالت د. طاهرة العبيد، رئيس قسم تغذية الانسان في كلية العلوم الصحية في جامعة قطر: “إن مرحلة الطفولة تعد من أفضل المراحل التي تتيح المجال للتصدي للعوامل الاجتماعية المؤدية إلى ارتفاع معدلات السمنة، فخلال تلك الفترة يتم تحقيق نسب نجاح أعلى من مثيلاتها من المراحل العمرية الأخرى”.
وأشارت العبيد إلى أن العادات الغذائية الجيدة والممارسات الرياضية أمور سلوكية يتم غرسها في سن مبكرة جداً، وعليه يجب اتخاذ ما يمكن من إجراءات قبل اكتساب الأطفال أياً من العادات والأساليب الحياتية التي تفاقم بشكل كبير فرص تعرضهم لأمراض خطيرة في مرحلة لاحقة من أعمارهم.
وأكدت د. طاهرة أن حملة “بداية ذكية” تسعى لدعم الاستراتيجية الوطنية الرامية لخلق مجتمع صحي معافى، يقوده الشباب الأصحاء، وهذا من شأنه أن يحافظ على استمرارية جريان الدماء الشابة في مناصب القيادة بدولة قطر.
كما نوهت د. طاهرة العبيد إلى أن السمنة -وهي موضوع الحملة الرئيس- في مرحلة الطفولة تعتبر أحد بواعث القلق الرئيسية لدى المختصين والباحثين في حقول العلوم الصحية، وذلك بسبب ما يترتب على ذلك المرض المنتشر من آثار مباشرة وطويلة الأجل على صحة ومستقبل الأطفال، وبالتالي على مستقبل ومسيرة البلاد. مشيرة إلى أن كتابات الفلسفة اليونانية الأولى أكدت أن الأجسام السليمة تحتوي بالضرورة على عقول سليمة قادرة على العطاء والبناء.
من جانبها أعربت الاستاذة الجازي القحطاني مدرس مساعد في قسم تغذية الإنسان بكلية العلوم الصحية في جامعة قطر عن أملها في مساهمة حملة “بداية ذكية” في تدعيم ركائز الاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى توفير بيئة سليمة تنتج سكان أصحاء بدنيًا ونفسيًا، مما يترجم نهاية المطاف إلى خلق مجتمع فاعل وحيوي، يقف على المنصات الآمنة للسلام المجتمعي. مشددة على أن رعاية الطفل تعني مستقبل تقوده قوة عاملة وطنية على أقصى درجات الكفاءة والانتاج.
وأضافت أن القحطاني: “إنَّ حملة (بداية ذكية) حملة شهرية تتضمن المدارس الابتدائية والنموذجية الحكومية والخاصة ومهمتنا غرس الثقافة الغذائية والرياضية لدى النشء والأجيال القادمة وتدار بكفاءة وتعتمد على القوة الشبابية في ترك أثر وبصمة في غرس واكتساب الأطفال عادات غذائية صحيحة وتعزيز النشاط الرياضي ونضع نصب أعيننا الحفاظ على صورة الوطن الشاب القادر على الإنجاز والعطاء بأقصى درجة”. وأشادت بجهود جامعة قطر في إطار المساهمة المجتمعية الهادفة لتعزيز وتقوية أساسات المجتمع القطري، والوقوف على أعمدة صلبة تدفع الدولة إلى مزيد من التقدم والرفاه. وقالت القحطاني: “إنَّ الحملة التي تقودها كلية العلوم الصحية هي خلاصة جهد وطني حثيث يسعى للمشاركة في قيادة قاطرة التنمية البشرية التي تجوب الوطن حالياً بشكل واضح وملحوظ”.
وبالحديث عن رؤية حملة “بداية ذكية” التي تنظمها كلية العلوم الصحية بجامعة قطر، فتتلخص في تقديم نشاطات صحية، وثقافية، وغذائية، ورياضية للنشء وبالتحديد في مرحلة الدراسة الابتدائية، التي تعد المنطلق الأول والأنسب لتشكيل وجدان المجتمع وتحديد سلوكه. وتعتمد الحملة آلية عمل فائقة الحداثة يستخدم خلالها أساليب تعمق الوعي المجتمعي بطرق فريدة ورائدة في مجال التوعية الصحية.
أما أهداف الحملة فترمي لخلق حالة عامة من المعرفة، توجه المجتمع نحو الإلمام الكامل بأهمية تطبيق ممارسات الوعي الغذائي والرياضي بين النشء في المدارس الابتدائية، مع ضمان جودة الأنشطة المقدمة لهم. بالإضافة إلى نشر وتعزيز أهمية الغذاء والرياضة بين النشء في المدارس الابتدائية من خلال تقديم أنشطة ثقافية، وغذائية، ورياضية متطورة تدار بكفاءة وجودة عاليتين.
كما تهدف حملة “بداية ذكية” إلى غرس مفهوم وأهمية وأنواع الممارسات الرياضية في الأطفال، مع مراعاة الاحتياجات والميول المختلفة لديهم. وتسعى الحملة أيضاً إلى خلق كوادر وطنية تضمن استمرارية نشر الوعي والتثقيف المجتمعي المتعلق بأهمية محاربة العلل المجتمعية المؤدية إلى السمنة التي تعد سبب رئيسي للكثير من أمراض الطفولة.
;