خليل مبروك-إسطنبول
فهذا شاعر الثورة السورية أنس الدغيم ينظر لشوقي في حروف قصائده الثلاث التي كتبها في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والتي يصفها الدغيم بأنها من عيون الشعر العربي عامة، ومن درر الشعر الذي كُتب في مدح الرسول عليه السلام بشكل خاص.
ففي القصيدة الأولى، يستحضر الدغيم معارضة شوقي لهمزية الإمام البوصيري في رسول الله والتي مطلعُها:
كيف ترقى رقيَّكَ الأنبياءُ…. يا سماءً ما طاولتْها سماءُ
وقد كتب أحمد شوقي همزيّته التي مطلعها:
وُلِدَ الهدى فالكائناتُ ضياءُ…. وفمُ الزّمانِ تبسُّمٌ وثناءُ
أما الثانية فهي من شعر المعارضات أيضا، وقد عارض رحمه الله فيها بردة البوصيري التي مطلعها:
أمِن تذكّرِ جيرانٍ بذي سلَمِ …. مزجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدَم
بقصيدته “نهج البردة” التي مطلعها:
ريمٌ على القاعِ بينَ البانِ والعلَمِ …. أحلَّ سفكَ دمي في الأشهرِ الحُرُمِ
وأما القصيدة الثالثة فهي التي كتبها في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهي قصيدة “سلوا قلبي” التي مطلعها:
سلوا قلبي غداةَ سلا وتابا …. لعلَّ على الجمالِ له عِتابا
ويُسألُ في الحوادثِ ذو صوابٍ …. وهل تركَ الجمالُ لهُ صوابا؟
أنس الدغيم: إرث شوقي يشكل زادا للإنسان العربي في مهجره (الجزيرة) |
ريادة شعرية
ويقول الدغيم للجزيرة نت إن أحمد شوقي عند أكثر الشعراء وعمومهم هو أمير الشعراء بحق، لأنه رائد القصيدة العربيّة والأدب السياسي والاجتماعي وأمير الكلمة الخالدة في سجلّ الشعر العربي.
وكان الشعراء السوريون أنس الدغيم وإبراهيم جعفر وحسين العبد الله وأيمن الجبلي ومناف بعاج، والمصريان مسعود حامد وإسلام هجرس، والشاعر الفلسطيني سمير عطية، والعراقي حامد الدليمي، مشاركين في إحياء ذكرى ميلاد أمير الشعراء.
كما شارك في الصالون الأدبي كل من القاصة عبير النحاس والروائية ابتسام شاكوش والكاتب محمد فرهود من سوريا، والأكاديمية التركية سلطان شمشك والإعلامييْن الأردني معتز نعواش والتونسي محمد العقربي.
الخصوصية والوريث
وتزخر الذاكرة الأدبية المعاصرة بأسماء فحول من الشعراء الذين تركوا آثارهم جلية في القصيدة العربية، لكن شوقي يبقى من الاستثناءات النادرة في أثره الشعري في كثير من المجالات.
ويقول عضو الهيئة التأسيسية لرابطة “أدباء الأناضول” سمير عطية إن من بين بواعث الاهتمام بذكرى ميلاد شوقي إرثه الشعري الذي يشكل زادا للإنسان العربي في مهجره، وتراثا لائقا بتقديمه لأبناء اللسان العربي ومن غير الناطقين بها على حد سواء.
ويوضح عطية للجزيرة نت أن الوطن العربي عرف قامات شعرية عديدة أثناء حياة شوقي وبعد وفاته، وأن التنافس الشعري ما زال قائما بين بعضها في رفع راية الشعراء والمضي بها قدما.
ولا يخفي عطية إعجابه بأكثر من تجربة شعرية معاصرة، لكنه يرى في الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري (1899-1997) ورغم اختلافه معه سياسيا الشاعر الأقرب لحمل لقب “خليفة أمير الشعراء”.
أما عضو الهيئة التأسيسية للرابطة عبير النحاس فقالت إن تخصيص الصالون الأدبي لإحياء ذكرى ميلاد أحمد شوقي يعود إلى أن الصالونات الأدبية تعدّ من أهم أساليب التواصل والتحفيز لدى النخبة من المثقفين والأدباء في المجتمعات عامة.
وتقول النحاس إن صالونات الأدباء تمنح الحافز للكتابة والترويح عن النفس والوجود الثري المثري في البيئة الأدبية التي تنعش الفكر والحرف فتمطر الأقلام أدبا سخيا قويا.
وتقدم النحاس في حديثها للجزيرة نت أبعادا خاصةً لمدينة إسطنبول التي احتضنت ذكرى ميلاد شوقي فتصفها بأنها “المكان الاستثنائي في الزمن الاستثنائي”.
المصدر : الجزيرة