قصة علم بدأ بـ13 نجمة وانتهى بخمسين

565 ‎مشاهدات Leave a comment
قصة علم بدأ بـ13 نجمة وانتهى بخمسين

بدأت قصة العلم الأميركي بـ13 نجمة تمثل الولايات الأولى، ولاحقا زاد عدد النجمات الموضوعة على العلم مع تزايد عدد الولايات المنضمة إلى الاتحاد، التي بلغ عددها في الأخير خمسين ولاية.

وترافق تطور أعداد الولايات المنضمة مع تطور وتنقيح في شكل العلم، قبل أن يستقر على شكله الحالي.

ويعتبر الأميركيون العلم -ومن ألقابه “المجد القديم”- مصدر فخر لهم منذ استقلالهم عن الاستعمار البريطاني، فهو أحد رموز الولايات المتحدة كقوة سياسية واقتصادية، كما يعبر عن وحدة الأميركيين وإنجازاتهم، حيث اشتهر بأنه أول علم وضع على سطح القمر.

ويتكون العلم الأميركي من خمسين نجمة بيضاء تمثل الولايات الأميركية مصطفة داخل مربع أزرق في أعلى يسار العلم يسمى “مربع الاتحاد”، إضافة إلى 13 شريطا، سبعة منها تحمل اللون الأحمر وستة بيضاء، وهي تمثل المستعمرات الـ13 الأصلية التي طالبت بالاستقلال عن بريطانيا وأصبحت أولى الولايات بعد الاستقلال عنها يوم 4 يوليو/تموز 1776.

والمقصود بهذه الولايات الـ13: ديلاوير، بنسلفانيا، نيوجيرسي، جورجيا، كونيتيكت، ماساتشوستس، ميريلاند، كارولينا الشمالية، نيوهامشر، فيرجينيا، نيويورك، كارولينا الجنوبية، رود آيلاند.

يوم العلم يوافق 14 يونيو/حزيران ويخصص للاحتفال بالعلم الأميركي (رويترز)

13 شريطا
واشتق في البداية العلم الأول الذي يُدعى “علم الاتحاد الجليل” أو “علم الكونغرس” من العلم البريطاني، وكان يتكون من 13 شريطا بالأبيض والأحمر، إضافة إلى العلم البريطاني في مربع بأعلى اليسار، ورفعه الثوار عام 1776 في بداية حرب الاستقلال عن بريطانيا بطلب من جورج واشنطن.

وجرى تعديل العلم عام 1777 بالحفاظ على الشرائط البيضاء والحمراء، واستبدلت المساحة التي كانت تضم العلم البريطاني بـ13 نجمة بيضاء داخل مربع أزرق مصفوفة على شكل دائرة، وذلك إلى غاية عام 1794، بعد انضمام ولايتي كنتاكي وفيرمونت إلى الاتحاد عام 1792 حيث أصبح العلم يتكون من 15 خطا أبيض وأحمر، ومساحة تضم 15 نجمة تمثل آنذاك الولايات الـ15. ثم تحولت عام 1818 إلى عشرين نجمة بعد انضمام ولايات تينيسي وإنديانا ولويزيانا وأوهايو ومسيسيبي.

وقرر الكونغرس لاحقا تثبيث عدد خطوط الأشرطة في العلم بحدود 13، وهو عدد الولايات التي كونت الاتحاد في البداية، مع التنصيص على أن يجري في حال انضمام أي ولاية جديدة إضافة نجمة إلى العلم، وأن يعتمد “العلم المعدل” يوم عيد الاستقلال.

ومع مرور السنوات، أعلنت ولايات أخرى تباعا انضمامها إلى الاتحاد، ففي عام 1818 انضمت ولاية إلينوي، وبعد ذلك بعام انضمت كل من ألاباما وماين.

والتحقت ميسوري بالركب عام 1821، ثم أركنساس (1836) وميشيغن (1837) وفلوريدا وتكساس (1845) وأيوا (1846) وويسكونسن (1848) وكاليفورنيا (1850) ومينيسوتا (1858)، وأوريغون (1859) وكنساس (1861)، وفرجينيا الغربية (1863)، ونيفادا (1864)، ونبراسكا (1867)، وكولورادو (1876)، وداكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية ومونتانا وواشنطن (1889).

وفي عام 1890 انضمت إيداهو وإيومينغ، وبعد ست سنوات انضمت يوتا، وفي عام 1907 التحقت بالركب أوكلاهوما ثم تبعتها نيومكسيكو وأريزونا (1912).

أميركي يرتدي طاقية عليها العلم الأميركي في نسخته الأولى (رويترز)

48 نجمة
وهكذا وبعد انضمام مزيد من الولايات استخدم علم بـ48 نجمة لمدة قاربت 47 عاما، وبعد إعلان ألاسكا وهاواي انضمامهما إلى الاتحاد، اعتمد علم بخمسين نجمة عام 1960.

يشار إلى أن إضافة نجمة جديدة إلى العلم كان بعد فترة زمنية تصل لسنوات من إعلان الولاية الالتحاق بالاتحاد.

وشكل العلم الأميركي رمزا وطنيا هاما خلال الحرب الأهلية الأميركية، في إطار مواجهة المطالبين بانسحاب ولايات الجنوب من الاتحاد، وتعزز ذلك بعد انتصار أبراهام لينكولن وقيادته البلاد إلى الوحدة، إضافة إلى استخدامه لأول مرة في معركة “ستانويكس” يوم 3 أغسطس/آب 1777، حيث فشلت القوات البريطانية في حصار القوات الأميركية في حصن “فورت ستانويكس”.

ويرفع العلم الأميركي في البنايات الرسمية طوال السنة، إضافة إلى الممتلكات الخاصة كالمساكن والمحال التجارية. كما يرفع في الأعياد الوطنية خصوصا عيد الاستقلال، ويستخدم أيضا في ألبسة القوات المسلحة الأميركية على اليد اليمنى للجنود، كما يستعمل على ملصقات السيارات.

العلم الأميركي يرفع في البنايات الرسمية طوال السنة، إضافة إلى الممتلكات الخاصة كالمساكن (غيتي)

يوم العلم
كما يوضع العلم بشكل بارز على مكوكات الفضاء الأميركية، وعلى الكتف اليسرى لبدلات رواد الفضاء التابعين لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) باستثناء رواد فضاء “أبولو1” التي وضع العلم فيها على الجهة اليمنى لكي يظهر بوضوح على شاشة التلفزيون، ويعتبر أول علم يوضع على سطح القمر وكان ذلك يوم 20 يوليو/تموز 1969.

واستلهم تصميم وشكل العلم من قبل العديد من الدول لوضع أعلامها على غرار تشيلي وماليزيا وليبيريا إضافة إلى بورتوريكو، كما تتضمن التشريعات الأميركية قانونا يتضمن مقتضيات لضمان احترام العلم.

ويتزامن يوم العلم مع يوم 14 يونيو/حزيران ويخصص للاحتفال بالعلم الأميركي، ويعتبر “برنارد سيغراند” أول من طالب بذلك الاحتفال عام 1885، لكن الكونغرس لم يصادق عليه إلا عام 1949، وهو يوم إجازة رسمية في ولاية بنسلفانيا.

المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية