حالات وفاة غامضة.. لينين خانته جيناته

692 views Leave a comment
حالات وفاة غامضة.. لينين خانته جيناته

في الساعة السادسة مساء 21 يناير/كانون الثاني 1924 مات الزعيم السوفياتي فلاديمير إليتش أوليانوف (المعروف بلينين) عن عمر ناهز 53 سنة، بعد ساعة من إصابته برعشة وغثيان في منزله الريفي في غوركي، تلاها تباطؤ في نبضات قلبه، ثم بدأ يتصبب عرقا ويصرخ من الألم قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وكانت تلك نهاية مؤسس البلشفية، والزعيم الذي كان الجميع يخشونه، وتعددت الفرضيات عن سبب الوفاة: فهل نتجت عن آثار رصاصة كان قد أصيب بها أثناء محاولة تفجير عام 1918؟ أم أنه كان يعاني من مرض مزمن؟ أم اغتاله خليفته جوزيف ستالين؟ 

هذه بعض الفرضيات التي انتشرت إثر وفاة لينين، ولكن لا يبدو أن أيا منها كانت صحيحة، حسب التقرير الحالي الذي أوردته صحيفة لوفيغارو الفرنسية.

فقد أكد باحثون أميركيون من جامعة ميريلاند أن الزعيم البلشفي مات -تماما كما هي حال معظم عائلته- بسبب جين معيب لديه.

والواقع أن صحة لينين، الذي ولد في العاشر من أبريل/نيسان 1870، كانت هشة منذ البداية رغم أنه لم يكن يدخن، ومن النادر أن يتناول الكحول، كما كان يبتعد عن الأغذية الدسمة، ويركز بدل ذلك على النشويات، كما كان يمارس نشاطًا بدنيًا منتظمًا؛ إما المشي أو ركوب الدراجات أو السباحة.

غير أن الزعيم البلشفي ظل طوال حياته يعاني من صداع وآلام مزمنة بالمعدة كانت تحرمه أحيانا من النوم.

وتفاقمت هذه الأعراض في السنوات الأخيرة من حياته، مما جعل الأطباء يدرسون بشكل دقيق جميع تفاصيل تاريخه الصحي.

كما أصيب لينين بسكتات دماغية متتالية منذ مايو/أيار 1922، مما يدل على أن الشرايين الدماغية لم تكن فعالة بما فيه الكفاية.

واكتشف فريق باحثي ميريلاند عام 2011 “الجينات المسؤولة” عن شكل من أشكال تصلب الشرايين يصل إلى الساقين واليدين.

وخلص هذا الفريق إلى أن المرض الذي أصاب لينين ربما كان نوعا غير معروف بعدُ من تصلب الشرايين من أصل جيني، وهذا النوع -إن صدقت الفرضية- يسبب تكلسًا واسعًا للأوعية الرئيسية للدماغ، بدل الساقين، ويتميز بألم الرأس المتكرر (الصداع النصفي) بدل ألم الساق.

وما جعل الفريق يرجح هذه الفرضية أن والد لينين، وكذلك شقيقه ديمتري وشقيقتاه آنا وماريا، ماتوا جميعا نتيجة مشاكل بالدورة الدموية.

وللتحقق من صحة فرضيتهم، طلب الباحثون الأميركيون من روسيا أن تقدم لهم أنسجة لينين الموجودة في ضريحه في الميدان الأحمر (في موسكو)، ليقوموا بتحليلها، لكن السلطات الروسية لم تستجب أبدا لهذا الطلب.

المصدر : لوفيغارو