المريخي: اغتنموا الأيام العشر بالأعمال الصالحة

722 ‎مشاهدات Leave a comment
المريخي: اغتنموا الأيام العشر بالأعمال الصالحة
دعا فضيلة الدكتور محمد بن حسن المريخي إلى اغتنام الأيام العشر من ذي الحجة في الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله تعالى. وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إن الله تعالى أقسم بـ «الفجر وليال عشر …»، معظماً إياها ومظهراً شرفها ومقامها، لأن القسم بالشيء تعظيم له، خاصة إذا كان المقسِم عظيماً جليلاً وهو الله جل وعلا، كما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدّث الأمة عن فضلها ومكانة العمل الصالح فيها، حتى يستغلوها ويقدروها حق قدرها، وهذا من فضل الله علينا -معشر المسلمين- ببركة رسولنا الذي دلّنا على كل خير، وحذّرنا من كل شر، يقول -عليه الصلاة والسلام-: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني العشر- قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء»، رواه البخاري.
وأوضح المريخي أن عرفة يوم التوحيد الذي خلق الله السموات والأرض من أجله، وما أحوجنا إلى الدعاء فيه، ونحن في أزمنة الفتن والمحن والمشاكل، حتى يفرّج الله الهموم ويبدّد الغموم، وما أحوجنا إلى الدعاء لأمتنا الإسلامية، وقد تكالبت عليها الأمم، واجتمع عليها الأعداء والمنافقون، وكشّر المنافقون عن أنيابهم وحقدهم ودفين قلوبهم.
وشدّد على أن واجب المسلمين هو التسلح بالأخلاق الإسلامية، لأن الأمة اليوم تحتاج لأن تتسلح بها، حتى تحفظ نفسها وأجيالها من الذوبان في مستنقعات الأمم وبيّارات الشعوب، وقال: «ما أحوج الأمة إلى أن تقف وقفة تأمل أمام هذه الآية: «ورضيت لكم الإسلام ديناً»، تقف لتنهل منها المنهج وخارطة الطريق، والأمة اليوم بين علمانية وليبرالية وشرقية وغربية، وكلها حصب جهنم.
وقال فضيلته: «شاءت إرادة الله أن تكون أعمار الأمة قصيرة لا تتعدى السبعين إلا قليلاً، كما أخبر رسولنا بذلك بقوله: «أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين وأقلهم من يجوز ذلك»، وأن الله تعالى تفضل على هذه الأمة وعوّضها خيراً كبيراً، فأتاح لها ويسّر أن تعمل العمل القليل ويجزيها الجزاء الوفير، ومنّ عليها بالمواسم والأوقات والأزمنة الفاضلة، كيوم عرفة وشهر رمضان والعشر الأواخر منه، وعشر ذي الحجة وليلة القدر ويوم الجمعة وصيام المحرم وغيرها من المواسم.
وأضاف المريخي، امتلأت الأيام العشر من ذي الحجة بالأعمال الصالحة حتى قدّمها بعض السلف وفضّلها على العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر، لأن المشروع فيها ليس في غيرها من المواسم، لافتاً إلى أن الأيام العشر هي أيام الله تعالى، حيث يقول سبحانه: «وذكّرهم بأيام الله …»، وفيها الذكر والدعاء والتسبيح والتهليل والتكبير، وفيها الحج إلى بيت الله الحرام، ويؤدى فيها ركن من أركان الدين، كما يجتمع الحجاج في مكة والمشاعر، وفيها يوم عرفة والأضحية والعيد وصلاته.
وأوضح فضيلته أن عرفة يوم عظيم من أيام الله تعالى، التي ينبغي للمسلم أن يستعد لها ويدعو الله تعالى أن يبلغه إياها، ليكون شاهداً له بالعمل الصالح، وليتعرض فيه لرحمات الله ونفحاته، لافتاً إلى أن الوقوف بعرفة ركن الحج الأكبر، كما قال رسولنا الكريم: «الحج عرفة»، وفي يوم عرفة إكمال الدين وإتمام النعمة والرضا بالإسلام ديناً.;