أوكرانيا.. ألمانيا تتعهد بضمان أمنها وبريطانيا تعد بتسليحها والناتو يعزز أمنها الإلكتروني

158 ‎مشاهدات Leave a comment

أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من كييف أن بلادها ستبذل كل ما بوسعها لضمان أمن أوكرانيا، في حين تستعد الوزيرة لإجراء محادثات في موسكو اليوم الثلاثاء، كما حث المستشار الألماني أولاف شولتز الكرملين على تخفيف التوتر، وأعلنت بريطانيا أنها ستسلّح أوكرانيا.

وفي أول زيارة لها إلى أوكرانيا، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أمس الاثنين من عواقب أي عدوان جديد على أوكرانيا، وقالت في مؤتمر صحفي مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا في كييف “نحن مستعدون لحوار جاد مع روسيا، لأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لنزع فتيل هذه الأزمة الخطيرة للغاية”.

وأضافت أنه لا يحق لأي دولة أن تملي على دولة أخرى في أي اتجاه يجب أن تتجه، وما العلاقات التي يمكن أن تكون لها والتحالفات التي قد تنضم إليها، في إشارة إلى رفض روسيا انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأشارت بيربوك إلى أنها ستزور الخطوط الأمامية لجبهات النزاع في أوكرانيا قريبا.

كما ذكرت الوزيرة أنها اتفقت مع نظيرها الفرنسي جان إيف لودريان على بذل كل ما في الوسع لضمان أمن أوكرانيا وأمن أوروبا.

أما كوليبا فقال إنه طرح الملف الحساس الخاص بإرسال ألمانيا الأسلحة لبلاده بعدما اتهمت أوكرانيا برلين في الشهر الماضي بعدم توريد الأسلحة الدفاعية في إطار التعاون مع الناتو.

وتابع وزير الخارجية الأوكراني “نعلم مكان وماهية الأسلحة التي نستطيع الحصول عليها، نعلم جيدًا كيفية استخدامها للدفاع عن أراضينا. نعمل على ذلك يوميًّا والنتائج ليست سيئة”.

ومن المقرر أن تلتقي بيربوك اليوم الثلاثاء نظيرها الروسي سيرغي لافروف في موسكو، في أول زيارة لها للعاصمة الروسية منذ توليها منصب وزيرة الخارجية قبل 40 يوما.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن محادثات بيربوك فى موسكو ليست استمرارا لمحادثات كييف، مضيفا أن محاولات نزع فتيل الأزمة الحدودية سوف تستمر بأشكال أخرى.

أما الخارجية الروسية فقالت قبل بدء المحادثات إنه “سيكون هناك تبادل معمّق بشأن المشاكل الدولية الحالية، أهمّها تحقيق الاقتراحات الروسية المتعلقة بضمانات الأمن”.

وسبق أن دانت محكمة ألمانية مواطنا روسيا بقتل مواطن جورجي في أغسطس/آب 2019 بحديقة في برلين، واتهمت ألمانيا موسكو لاحقا بممارسة “إرهاب الدولة”، حيث تبادل البلدان طرد دبلوماسيين.

كما تُحمّل برلين موسكو مسؤولية تنفيذ هجوم إلكتروني على البرلمان الألماني في عام 2015، والهجوم على زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني بغاز نوفيتشوك.

Talks To Defuse Russia-Ukraine Tensions Resolve Littleجنود أوكرانيون على الجبهات المتاخمة لحدود روسيا (غيتي)

المستشار الألماني

بدوره، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أثناء زيارته لمدريد أن “من المهم” أن “تتخذ روسيا إجراءات واضحة لتهدئة الوضع”، معتبرا أن الوضع على الحدود الأوكرانية الروسية يزعج برلين ومدريد وأنه “خطير جدا جدا”.

وأضاف في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مدريد أن “أي تدخل عسكري أو تهديد لسلامة أوكرانيا من خلال التدخل العسكري سيكون له ثمن باهظ”.

وفي ما يتعلق بمطالب أوكرانيا لبرلين بتوريد أسلحة، قال شولتز إن الحكومة الألمانية تتصرف في هذه القضية “بشكل موحد للغاية”، وبما يضمن استمرار ما قامت به الحكومة الألمانية السابقة بذكاء في هذه القضية.

من جانبه، كرر سانشيز دعوة شولتز لروسيا لتخفيف حدة التصعيد على الحدود مع أوكرانيا.

أسلحة بريطانية

وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس أمس الاثنين أن بلاده ستزوّد أوكرانيا بأنظمة تسليح دفاعية خفيفة مضادة للدروع مع عدد قليل من المدربين، مؤكدا أن انتشار عشرات الآلاف من الجنود الروس قرب الحدود الأوكرانية “ليس روتينيا”، وأنهم مجهزون بدبابات وعربات قتالية مدرعة ومدفعية صاروخية وصواريخ باليستية قصيرة المدى.

وأضاف والاس في حديث بالبرلمان أن وجود القوات الروسية ومستويات استعدادها يسهمان في “خلق جو مزعزع للاستقرار ومخاطر من حدوث سوء تقدير في أحسن الأحوال، واندلاع صراع في أسوأ الأحوال”.

ودعا والاس نظيره الروسي سيرغي شويغو لزيارة لندن “في الأسابيع القليلة المقبلة”، لبحث “القضايا المتعلقة بالمخاوف الأمنية المتبادلة والمشاركة البنّاءة بحسن نية”.

تعاون إلكتروني

من جهة أخرى، وقّع حلف الناتو وأوكرانيا اتفاقا في بروكسل أمس الاثنين لتجديد تعاونهما ضد الهجمات الإلكترونية وتعزيزه، وذلك بعد 3 أيام من عملية قرصنة استهدفت العديد من الوزارات الأوكرانية.

وأول أمس الأحد أكدت أوكرانيا أن لديها “أدلة” على تورط روسيا في هذا الهجوم الإلكتروني الكبير.

Petro Poroshenko before the courtبوروشينكو يخاطب أنصاره أمام المحكمة (الأناضول)

محاكمة بوروشينكو

وفي موضوع آخر، عقدت محكمة أمس الاثنين جلسة استمرت يوما كاملا لمحاكمة الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، الذي عاد إلى البلاد أمس مع أنه يواجه تهمة الخيانة، حيث طلب الادّعاء العام كفالة مقدارها مليار هريفنا (نحو 35 مليون دولار) ووضع سوار إلكتروني، وإلا سيودع في السجن.

وبنهاية الجلسة أعلن القاضي أوليكسي سوكولوف في وقت متأخر مساء أمس الاثنين أنه سيعلن قراره غدا الأربعاء عند الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش.

وخاطب بوروشينكو أنصاره أمام المحكمة قائلا “إننا لم نخسر أي شيء.. لم نفز بالحرب، ولا حتى بمعركة، لكننا بقينا على موقفنا”.

واتهم بوروشينكو (56 عاما) الرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي بأنه من أمر بإجراءات الدعوى المقامة عليه “لصرف الانتباه” عن المشكلات التي تواجهها البلاد.