تختلف حالات رائحة الفم الكريهة، فمنها العابر ومنها المزمن، وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء رائحة الفم الكريهة، ولحسن الحظ هناك حلول.
وتعرض مجلة “سامنتراس” الفرنسية في هذا التقرير معلومات حول رائحة الفم الكريهة والتعامل معها.
وقالت المجلة إن البكتيريا الموجودة بالفم في الجير وعلى سطح اللسان تفرز ما يعرف “بمركبات الكبريت المتطايرة” التي تبعث رائحة بقايا الأطعمة. وتشير الأبحاث إلى أن 60% من الحالات، تكون فيها رائحة الفم الكريهة ناتجة عن التهاب اللثة، وسيتعرض لها قرابة نصف سكان الأرض مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم.
وأضافت أن نقص النظافة يعتبر ثاني أهم أسباب هذه المشكلة (بنسبة 20%)، جنبا إلى جنب مع تسوس الأسنان. أما الحالات الأقل تداولا فيكون مصدرها خراج الفم، على غرار مشاكل في الأنف أو اللوزتين أو الجيوب الأنفية، وبعض أنواع السرطان، وأمراض الجهاز الهضمي، ومرض السكري.
وإذا كانت رائحة الفم الكريهة ناتجة عن تناول نوع من الطعام مثل البصل، أو مشكلة مؤقتة في تنظيف الأسنان، فقد يكون التنظيف المحكم كافيا لزوال الرائحة الكريهة.
ويشدد أطباء الأسنان على أهمية استخدام فرشاة أسنان على الأقل مرتين في اليوم، واستخدام الخيط للأسنان لضمان عدم تحول أي بقايا أطعمة متواجدة بين الأسنان إلى تراكم يبعث رائحة كريهة. وإذا كان اللسان مغطى بطبقة بيضاء، فهذا يعني أن البكتيريا وبقايا الحطام قد استقرت على سطحه الخشن.
وقالت المجلة إن الإجهاد يثير رائحة الفم الكريهة، إذ خلال الإحساس بالتوتر أو عندما تنتابنا مشاعر قوية، يرسل الدماغ معلومات تمنع إفراز اللعاب مما يتسبب في جفاف الفم الذي يؤدي إلى تكاثر مجموعات البكتيريا.
كما يمكن أن يكون من أسباب هذا الجفاف تناول بعض الأدوية، بما فيها مضادات الاكتئاب. هذا بالإضافة إلى أن التدخين يعتبر عاملا من عوامل جفاف الفم، خصوصا خلال سحب سيجارة مع شرب القهوة.
7 مواد
وذكرت المجلة سبع مواد تطرد الرائحة الكريهة، وهي:
– البقدونس، وينبغي أن يستهلك نيئا أو يستخدم في غسول الفم، مخلوطا بالماء المغلي والقرنفل المطحون.
– الزعتر والكزبرة والهيل، نظرا لخصائصها المضادة للبكتيريا، خاصة إذا كانت رائحة الفم الكريهة نابعة من مشكلة في الهضم.
– الكمون والنعناع.
الرجال يعانون أكثر
وقالت المجلة إن الرجال يعانون أكثر من رائحة الفم الكريهة مقارنة مع النساء، والأمر ليس له علاقة بالهرمونات وإنما بالنظافة. علاوة على ذلك، كلما تقدم الرجال في السن أصبحوا غير مهتمين بنظافة الفم.
وسبق أن تحدثت جمعية طب الأسنان الفرنسية عن أن “ظاهرة رائحة الفم الكريهة تزداد مع التقدم في العمر”، على الرغم من أنه في المتوسط تستغرق عملية تنظيف الأسنان بالفرشاة 66 ثانية فقط، في حين يوصي الأطباء بدقيقتين.
وأكدت المجلة أنه في الصباح يُستحسن شربُ كوبا من الماء قبل بدء اليوم، لأننا عندما ننام لا نمضغ، وبالتالي ننتج القليل من اللعاب ونبلع أقل، واللعاب هو الذي ينظف الفم من البكتيريا التي تسمى “اللاهوائية”، والتي تتطور في الفم مع غياب الأكسجين.
وتختفي “مركبات الكبريت المتطايرة” والروائح الكريهة في الفم بعد الاستيقاظ من النوم وإثر شرب كوب من الماء وتناول وجبة الإفطار وتنظيف الأسنان.
تجدر الإشارة إلى أن رائحة الفم الكريهة التي تنبعث صباحا خلال استيقاظنا من النوم هي حالة فسيولوجية بحتة، مثل تلك التي تظهر عندما تكون معدتك فارغة أو عندما تتحدث لفترة طويلة دون انقطاع.
قياس رائحة الفم
قالت المجلة إن الطريقة الأكثر وضوحا لتشخيص رائحة الفم الكريهة بالنسبة لطبيب الأسنان، تتلخص في معاينة رائحة هواء الزفير الخارج من فم المريض. ولكن توجد طرق أخرى، مثل التحليل الدقيق للغازات المنبعثة مع الزفير، والتي تمكّن من التمييز بين مركبات الكبريت المتطايرة عن الغازات الأخرى، ولكنها طريقة معقدة ومكلفة.
والشخص الذي يعاني من رائحة الفم الكريهة لا يدرك ذلك في كثير من الأحيان، خصوصا أن حاسة الشم قد اعتادت على الرائحة بسرعة كبيرة. لذلك، يُستحسن إعلام الشخص الذي تفوح من فمه رائحة كريهة بذلك، ولكن مع استعمال مصطلحات مهذبة لأن الأمر محرج نوعا ما.
معجون الأسنان
وذكرت المجلة أن معجون الأسنان الذي نعرفه، ظهر في نهاية القرن العشرين. ولكن أولى وصفات غسل الفم تعود إلى أيام المصريين القدامى الذين استخدموا مزيجا من الملح والفلفل وأوراق النعناع وزهور القزحية. وخلال الحقبة نفسها، اقترح أبقراط أن تفرك الشابات أسنانهن ببذور الشمر واليانسون. أما بالنسبة للرومان، فقد كانوا يمضغون سيقان بعض النباتات.