يوم السبت الماضي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه تلقى من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بطاقة معايدة بمناسبة عيد ميلاده، وأنه رد عليها برسالة.
هذه الرسالة وصفتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأنها كانت ذات “مضمون ممتاز”، وأن كيم “سيفكر بجدية فيها”، مما آثار تكهنات باستئناف المحادثات بينهما.
وصدقت هذه التكهنات بإعلان رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن أن نظيره الأميركي سيجتمع مع الزعيم الكوري الشمالي اليوم الأحد في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.
كما أكد ترامب للصحفيين في العاصمة الكورية الجنوبية سيول أنه سيتوجه إلى المنطقة منزوعة السلاح عند الحدود، وسيلتقي بالزعيم كيم، “أتطلع كثيراً إلى اللقاء. أصبحت علاقتنا جيدة جدا”.
لكنه شدد على أن اللقاء سيكون قصيرا قائلا “مجرّد مصافحة سريعة وقول: مرحبا، إذْ لم نلتق منذ فيتنام”، في إشارة إلى القمة التي انهارت بدون التوصل إلى اتفاق في فبراير/شباط الماضي مضيفا “أنها مجرّد خطوة، وعلى الأرجح في الاتجاه الصحيح”.
وعلى الرغم من عدم إجراء ترتيبات دبلوماسية لهذا اللقاء، إلا أن البعض يرجح أن عقد اجتماع آخر بين الزعيمين يمكن أن يساعد في إعادة ضبط العلاقات وتمهيد الطريق لمحادثات مستقبلية.
وهو ما أكده مون، الذي قال إنه سيتوجّه كذلك إلى المنطقة منزوعة السلاح، مضيفا أن “زعيمي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية سيتصافحان من أجل السلام في بانمونجوم، رمز الانقسام”، مشيرا إلى بلدة حدودية بين الكوريتين.
وقال “أعتقد أن تاريخ انعقاد القمة الثالثة بين ترامب وكيم سيعتمد على التغيير والحوار الذي قد يولدّه لقاء اليوم”، مشددا على أن مواصلة الحوار هو أمر عملي للغاية والوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية.
وبحسب محللين، يبدو أن ترامب حريص على إظهار تقدم ملموس في الملف النووي الكوري مع بدء حملة ا لانتخابات الرئاسية 2020.
ولا يعرف هدف ترامب من هذا اللقاء العابر الذي يجعل منه أول رئيس أميركي يقوم بمثل هذه الخطوة رغم فشل لقاءات سابقة مع الزعيم الكوري في تحقيق تقدم.
هل هي محاولات لتسجيل نقاط سياسية استعدادا للانتخابات التي أعلن ترامب انطلاق حملة إعادة انتخابه؟
كما أنها تأتي بعد يوم من خطوة أخرى تجاه الصين قرر فيها الرئيس الأميركي رفع حظر فرضته وتشددت فيه إدارته ضد شركة هواوي الصينية وكذلك إقرار عدم زيادة الرسوم المفروضة على الصين.
لكن ترامب أكد في الختام أن اللقاء سيكون “مجرد خطوة” في محاولة إصلاح العلاقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والمضي قدماً نحو هدف أميركي لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
المصدر : الجزيرة + وكالات