في أغنيته الأخيرة يرثي عبد الباسط الساروت المدن السورية بعد أن سكنها الموت والحداد، ويتألم لحال الناس الذين خرجوا في 2011 مطالبين بالحرية فاقتيدوا للمعتقلات وتفرقوا في الشعاب والأودية بحثا عن الأمان.
وعلى وقع اللحن الحزين يغني منشد الثورة “سوريا جانا رمضان، بعد رمضان العيد، تسع سنين غالية.. يا شام أنتي شامنا بك بنينا أحلامنا..”.
لكن سوريا ليست بدعا في جغرافيا الوجع العربي، حيث يتشابه الطغاة في كل شيء ويستلذون بقمع شعوبهم والفتك بأحلامهم.
هذا التماثل إلى حد التطابق تعبر عنه الأغنية الحزينة “ما أدري! طواغيت العرب.. ناموسهم شهوة وطرب”.
بيد أن الفتك والطغيان لا يغنيان شيئا عن الدكتاتور إذا حان وقت اقتلاعه “فإذا الشعب انغلب* ما عاد السيف يفيد”، وحينها لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.
وحتى لو جاوز الظالمون المدى فإن الثورة لا يقتلها الطغيان، وما إن تخمد أو تخبت في منطقة حتى تشتعل في أخرى فتحمل معها رياح الأمل بالحرية والتغيير.
وعندما ادلهم ليل السوريين والمصريين “جاتنا الجزائر ثايرة * بها الحرائر سايرة * الخرطوم صاحت حاضرة* ونقوم أيد بيد* وبعون ربك يا مصر ردي طاغوت العصر”.
في هذا المقطع تظهر صور لعبد العزيز بوتفليقة ومحمد حسني مبارك وعمر البشير ومعمر القذافي، وكلهم مقتتهم شعوبهم فألقت بهم إلى درك الحضيض، في حين لا يزال الرئيس السوري بشار الأسد ينتظر مصيره.
لكن طول الأمد لن ينفع الأسد ولن يغفر له السوريون “فثورتنا هذه كاشفهْ * سوريا ظلي واقفه* رغم الجروح النازفه، لا بد يلفي العيد”.
والعيد هنا ترمز له صورة طفلة سورية تغمرها الفرحة، لتنتهي الأغنية بانتصار الأمل على الأمل وهزيمة الشر في صراعه مع الخير.
المصدر : الجزيرة