وأكد المحتجون سلمية حراكهم وشددوا على ضرورة إجراء تغيير شامل في النظام الحاكم.
وخرجت اليوم الأربعاء مظاهرات في ولاية باتنة شرقي الجزائر تنديدا بالقرارات الأخيرة الصادرة عن رئاسة الجمهورية، ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد سلمية حراكهم.
وفي المظاهرات التي نظمت أمس في العاصمة وعدد من الولايات حمل المتظاهرون شعارات جديدة تماشت والمرحلة، معبرين عن تذمرهم “ترحلوا.. يعني ترحلوا “، “بوتفليقة.. ماتزيدش دقيقة”، “الشعب يريد تغيير النظام”، “ارحل”، “من يقود البلاد يا سادة؟” وغيرها من التعبيرات التي تمخضت كردود فعل أولى.
بعد جملة القرارات التي أعلنها الرئيس بوتفليقة التي أجرى من خلالها تعديلا حكوميا، واستحدث منصب نائب رئيس الوزراء، وعدل عن نيته خوض المعترك الرئاسي في الجزائر مجددا انهالت التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر المستاؤون عما وصفوها بـ”محاولة الصحافة للتسويق لأكذوبة السلطة”.
ورفض المحتجون الجزائريون وصف الخطوة التي أقدم عليها رئيسهم بالتراجع عن الترشح لولاية خامسة، مؤكدين أنه “أجبر الشارع على قرار تمديد عهدته لأجل غير مسمى”.
وكان الرئيس بوتفليقة أعلن الاثنين غداة عودته من رحلة علاج في سويسرا عدوله عن الترشح لولاية خامسة، وفي الوقت نفسه إرجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أبريل/نيسان إلى أجل غير محدد. وبذلك مدَّد بوتفليقة ولايته بحكم الأمر الواقع.
|
حراك ومطالب
وتأتي هذه التحركات بينما بدأ التحضير لمظاهرة كبرى الجمعة 15 مارس/آذار مثل مظاهرات 22 فبراير/شباط الماضي والأول والثامن من مارس/آذار الحالي، وذلك عبر نداءات تصدر من مواقع التواصل الاجتماعي.
وستجيب مظاهرة الجمعة عن سؤال صحيفة الخبر الثلاثاء “كيف سيتفاعل معه الشارع الجزائري الذي دعا إلى رحيله من الحكم؟”.
ومنذ الإعلانات التي جاءت في خطاب بوتفليقة الذي ظهر على التلفزيون الحكومي لأول مرة منذ بداية الاحتجاجات وعودته من سويسرا، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات.
وظهر وسم (هاشتاغ) جديد على صفحات عدة “لا للتحايل على الشعب، موعدنا الجمعة” تحضيرا لمظاهرة 15 مارس/آذار.
في هذه الأثناء، أفادت وسائل إعلام جزائرية بأن عمال ميناء بجاية يواصلون إضرابا بدأ قبل ثلاثة أيام.
وأصاب الإضراب ميناء بجاية، المطل على البحر المتوسط، بالشلل. وشهد الميناء مسيرات في الأيام الماضية تطالب بتغيير النظام.
يواصل الجزائريون تحركهم مطالبين بإسقاط النظام (رويترز) |
مؤتمر وطني
يأتي ذلك بينما قال الناطق باسم “جبهة التحرير الوطني” الجزائرية حسين خلدون إن المؤتمر الوطني للحزب سيعقد مطلع مايو/أيار المقبل، لبحث إمكانية فك الارتباط مع تحالفات الجبهة القائمة حاليا. وأضاف أن هذه التحالفات تمارس الوصاية عليها، لكن الجبهة تُحمَّل كل الأخطاء المرتكبة. على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بالمنشقين عن الحزب، قال خلدون إن الأبواب ستظل مفتوحة لمن اختار الانضمام إلى حراك الشعب.
المصدر : الجزيرة + وكالات