مسؤولو توظيف لـــ «العرب»: الوظائف متوفرة.. وعدد المواطنين في بعض المجالات لا يزال محدوداً

448 ‎مشاهدات Leave a comment
مسؤولو توظيف لـــ «العرب»: الوظائف متوفرة.. وعدد المواطنين في بعض المجالات لا يزال محدوداً

41

أكدت مجموعة من مسؤولي التوظيف في عدد من الجهات والمؤسسات المختلفة، أن الدولة تزخر بالوظائف، ولكن سوق العمل لديه متطلبات في الكوادر البشرية التي تلتحق به.

وقالوا لـ «العرب» على هامش مشاركتهم في المعرض المهني السنوي الذي أُقيم بجامعة قطر قبل أيام، «إن من أهم هذه المتطلبات، هو توافق التخصصات الدراسية للخريجين مع احتياجات سوق العمل، وإن زيادة عدد الخريجين من الجامعة رفع من ضوابط اقتناص الوظيفة المتاحة ليصبح المعدل التراكمي للمرحلة الجامعية أحد هذه الشروط، إضافة إلى مستوى إتقان اللغة الإنجليزية وغيرها من الشروط التي تضعها كل مؤسسة وجهة عمل حسب احتياجاتها.

وأوضحوا أن عدد القطريين في بعض التخصصات لا زال محدوداً، وأن هناك تطلعاً إلى زيادة هذا العدد في المجالات الطبية والهندسية، خاصة أن معظم الشباب القطري يُفضل العمل المكتبي عن الميداني الذي عادة يتطلب المزيد من الجهد والالتزام.

وأكدوا أهمية التدريب الميداني خلال المرحلة الجامعية نظراً لدوره الكبير في تحديد التخصص الدراسي الذي يتوافق مع الميول الشخصية للطالب، ومن ثم اختيار المسار المهني حسب متطلبات السوق، وقالوا «إن التدريب يؤهل الطلاب للتعامل مع بيئة سوق العمل لتسهيل عملية الانخراط في الوظيفة لاحقاً بشكل أسرع.

وأوضحوا أن هناك دوراً كبيراً لوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية في توفير الوظائف للقطريين وقطع شوط كبير فيما يتعلق ببرامج الابتعاث ومد سوق العمل بالتخصصات الجديدة والتي تتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030.


علي المري: معظم القطريين يفضلون العمل المكتبي عن الميداني


قال المهندس علي المري -كبير المهندسين في إدارة الحفر بشركة نفط الشمال- إن بعض الخريجين ليس لديهم هدف محدد وواضح للمسار المهني الذي يريدونه بعد التخرج.

وأضاف أن هذا الأمر ينم عن حالة التخبط التي تصيب البعض، وهو ما يظهر عبر بعض المواقف، فعلى سبيل المثال يأتي الخريج إلينا كجهة عمل ويطلب التوظيف في أي إدارة وأي قسم، ويكون هدفه فقط الحصول على وظيفة دون التدقيق في مدى مناسبتها مع تخصصه الجامعي أو مستقبله بشكل عام، علاوة على استقبال بعض السير الذاتية التي تفتقر لأساسيات كتابتها بشكل واضح ومفيد لإدارة التوظيف.

وأكد المري أن الوظائف في تخصص الهندسة التي تعتمد على الجوانب التكنيكية أو التقنية تعاني من شح القطريين بها بشكل كبير، حيث يتوجه معظم الشباب إلى الوظائف المكتبية التي عادة ما تكون أسهل وبعيدة عن العمل الميداني الشاق في أغلب الأوقات، لافتاً إلى أن إدارة الحفر في شركة نفط الشمال -على سبيل المثال- بها أكثر من 30 مهندساً لا يزيد عدد القطريين منهم عن مهندسين اثنين فقط.

وأوضح أن كلية الهندسة بشكل عام، خاصة هندسة البترول، تشهد عزوفاً من الشباب القطري، على الرغم من أنه من التخصصات المهمة بالدولة، لأنها تعتمد على الغاز والبترول.

وطالب المري الشباب القطري بضرورة التوجه إلى العمل الميداني، خاصة في مرحلة الشباب قبل اختيار العمل المكتبي، الذي سيكون إجبارياً في مرحلة متقدمة من العمر.


سعيد اليافعي: «الشخصية» من الشروط الأساسية لاختيار المتقدم للوظيفة


قال سعيد اليافعي -مشرف التدريب والتقطير بشركة قطر للإضافات البترولية المحدودة «كفاك»- إن عدد القطريين المتقدين للوظائف كبير، ولديهم خبرات في مجال عملهم قد تصل لمستويات أعلى من المطلوب في بعض الأحيان، حيث ينضم للشركة شباب خريجون من جامعات عالمية.

وأضاف أن هناك بعض الأمور التي قد يفتقدها بعض الشباب القطريين عند التحاقه بالوظيفة، على الرغم من تميزهم المهني والمعرفي في مجال عملهم، وأبرزها الالتزام بمواعيد الدوام الرسمية، فعادة يؤثر عدم الالتزام بمواعيد العمل على عدد كبير منهم، خاصة في الآونة الأخيرة، هذا بالإضافة إلى الغياب بدون إذن مسبق.

وأكد سعيد اليافعي أن هناك متطلبات إضافية علاوة على التميز العلمي والدراسي، تتمثل في شخصية المتقدم للوظيفة التي عادة ما تكون ضمن أسباب الحكم على مدى صلاحية انضمامه لفريق عمل الشركة أم لا، خاصة أنه يخضع لاختبارات لها علاقة بمدى التزامه بقوانين الأمن والسلامة، لافتاً إلى أن مجالات الهندسة الكيميائية وغيرها تحتاج إلى الالتزام بمبادئ خاصة.


عمر اليافعي: البعض يبحث عن وظيفة لا تتوافق مع التخصص


قال عمر سلطان اليافعي -مشرف عام شؤون الموظفين بشركة إكسون موبيل- إن بعض الخريجين الجدد يبحثون عن وظائف لا تتناسب مع تخصصاتهم الجامعية.

وأضاف أن بعض الشباب القطريين وغيرهم يرغبون في الحصول على وظائف معينة اكتشفوا بعد تخرجهم أنها توافق ميولهم وبعيدة عن تخصصهم الدراسي، داعياً جميع الطلاب بداية من المرحلة الثانوية إلى أن يفهموا جيداً التخصصات الجامعية والوظائف التي سيلحقون بها بناءً على اختيارهم هذا التخصص. وأوضح اليافعي أن بعض الطلاب يُجبرون على اختيار تخصصات جامعية تتعارض مع ميولهم، نتيجة لأن معدلاتهم الدراسية في المرحلة الثانوية كانت ضعيفة، لذلك عليهم بالاجتهاد من البداية.

 وأشار إلى أن بعض الشباب يطلبون وظائف ربما لا تتناسب معهم، وأقل من مستوياتهم الدراسية، من أجل الحصول على أمان وظيفي وراتب شهري فقط، ولكن الشركة ترفض هذا الأمر، إذ من الصعب توظيف أي شخص في غير مجاله لمجرد فقط رغبته في اقتناص وظيفة.

 ونصح اليافعي الطلاب خاصة في المرحلة الثانوية، بزيارة الشركات وجهات العمل ميدانياً، للتعرف على متطلبات واحتياجات سوق العمل التي تتوافق مع رؤية وتوجهات الدولة، بدلاً من اختيار تخصصات لا تتناسب مع المرحلة التنموية التي تسير عليها الدولة، أو بها عدد كافٍ من الخريجين.

 وأكد اليافعي أهمية أن يكون لدى الطلاب هدف وفهم حقيقي لميولهم الوظيفية في المرحلة الثانوية، لأن المسار المهني يتحدد من هذه المرحلة، بناءً على ما سوف يحققونه من اجتهاد ومعدلات دراسية تساعدهم في اختيار الكلية والتخصص الجامعي، ثم الوظيفة التي تتناسب مع ميولهم ومهاراتهم.


عبدالله الأحمد: المعدل التراكمي وإتقان الإنجليزية أبرز المتطلبات


أكد عبدالله الأحمد -إداري في الموارد البشرية بقسم التوظيف في شركة قطر للأسمدة الكيماوية (قافكو)- أن الشركة تقدّم وظائف ولكن بمراعاة معايير معينة.

وقال: «من الواجب على الطالب أو الخريج الجامعي وضع هذه المعايير في الاعتبار؛ للحصول على وظيفة فور التخرج بصورة أسرع». لافتاً إلى أن من أهم هذه المعايير أن يكون المعدل التراكمي للمتقدم للوظيفة في المرحلة الجامعية أعلى من 2.5، إضافة إلى إتقانه اللغة الإنجليزية من خلال تخطّيه اختبار (الأيلتس) بمعدل 5.5 بحد أدنى». مشيراً إلى أن السوق يوفر فرصاً وظيفية كثيرة، ولكن التحدي يكمن في مستوى ما يتمتع به الخريج من مهارات شخصية وتفوّق دراسي وإتقان للغة الأجنبية.

وتابع: «يتقدم للشواغر الوظيفية الموجودة بالشركة أعداد كبيرة، ومن ثم يصبح المعروض أكثر من المطلوب. وهنا يتمتع رب العمل بفرصة أكبر في اختيار أفضل الكوادر البشرية التي تنضم إليه، من خلال متابعة السير الذاتية، وكذلك إجراء المقابلات التي يحكم من خلالها على مستوى الموظف وشخصيته ومن ثم قبوله في الوظيفة».


إبراهيم الهاشمي: عزوف واضح عن العمل في المجالات الإعلامية


قال إبراهيم الهاشمي – مسؤول توظيف أول في قناة (بي إن سبورت الرياضية) إن المجال الإعلامي ما زال يشهد عزوفاً من بعض الشباب القطري، خاصة أن عدد القطريين في مجال التعليق والتحليل الرياضي قليل جداً، وكذلك عدد المذيعين القطريين. وأرجع الهاشمي هذا الأمر إلى عدة أسباب، منها التوجه بصورة أكبر للمجالات الوظيفية البعيدة عن الأضواء الإعلامية، وكذلك الوظائف المكتبية.

وأوضح أن الخريجين الجدد المنضمين للعمل الإعلامي عادة ما يفتقرون لفهم الجوانب العملية بشكل واضح نظراً للاختلاف الكبير بين الواقع والدراسة الأكاديمية، لافتاً إلى أنه للتغلب على هذه المشكلات تقوم «بي إن سبورت» بإخضاع الموظف الجديد إلى برنامج تدريبي خلال عامه الأول من التوظيف يكتسب خلاله أبرز المهارات في تخصصه حتى يصبح بعد عام من انضمامه للمؤسسة قادراً على القيام بمهامه على أكمل وجه.

وطالب الهاشمي بضرورة فتح تخصصات إعلامية بالمرحلة الجامعية، خاصة في الجوانب التقنية، مع إشباع الطلاب بالجوانب العملية، وعدم التركيز فقط على الجوانب النظرية من خلال منح الطلاب فرص تدريبية في المؤسسات الإعلامية لمدة طويلة يستطيعون خلالها فهم تخصصهم الدراسي ولكن بشكل عملي.


عيد الجاسم: نتطلع إلى زيادة عدد الكوادر الطبية الوطنية


أكد عيد محمد الجاسم -منسق موارد بشرية بقسم التعليم والتطوير بمؤسسة حمد الطبية- أن المؤسسة أصبحت تقدّم خدمات التوظيف والابتعاث بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية منذ عام 2015.

وأعرب الجاسم عن أمله في زيادة عدد الكوادر الطبية من القطريين في جميع التخصصات الطبية، خاصة أن المؤسسة تضم بالفعل قطريين، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى زيادة هذا العدد. وقال: «إن المؤسسة تستقطب موظفين في التخصصات الطبية والإدارية، خاصة التخصصات النادرة. أما التخصصات العادية التي يكون لديها اكتفاء منها، فيتم غلق التوظيف فيها لمدة 5 سنوات، ثم فتحها والتوظيف فيها من جديد».

وأوضح أن «إدارة المستشفيات» من التخصصات الجديدة التي تحتاجها المؤسسة؛ لذلك قامت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بابتعاث عدد من الطلاب في هذا التخصص، وبعد عودتهم سوف يجري توظيفهم في المؤسسة التي تستقطب تخصصات إدارة الإعمال والمحاسبة.

 وأضاف أن «حمد الطبية» تقدّم فرص تدريب ميداني للطلاب الجامعيين القطريين والجنسيات الأخرى، تتراوح بين 60-120 ساعة بالتنسيق مع القسم والإدارة التي سوف ينضم إليها المتدرب، ويشمل التدريب القطاعين الطبي والإداري بالمؤسسة.


مريم آل سعيد: التدريب الميداني يسرّع الاندماج في بيئة العمل


قالت مريم آل سعيد -باحثة موارد بشرية بوزارة التجارة والصناعة- إن الموظفين الجدد المنضمين إلى الوزارة بوصفها واحدة من جهات العمل، يجدون صعوبة في الاندماج في بيئة العمل بشكل سريع وسهل.

ودعت الطلبة الجامعيين إلى ضرورة الحصول على تدريب ميداني يسرع من تفاعلهم مع أجواء الوظيفة، والتعرف عليها بشكل مباشر مسبقاً؛ حتى لا يدخلوا في دائرة التحديات المهنية التي قد تستغرق وقتاً طويلاً منهم للانخراط في العمل.

وأوضحت أن الوزارة تغلبت على هذه المشكلة من خلال تقديم دورات تدريبية للموظفين الجدد لإعدادهم مهنياً وتعريفهم بالمهام الوظيفية المطلوبة منهم التي تتناسب مع التخصص والمسمى الوظيفي وكيفية التعامل والتواصل مع باقي الإدارات لإنجاح منظومة العمل بالمؤسسة بشكل عام.
وأضافت أن الوزارة تستقبل موظفين من مختلف التخصصات، مثل: القانون والعلاقات العامة، والمحاسبة والشؤون الدولية، وغيرها.


خالد المسلم: الابتعاث الحكومي متاح في مختلف التخصصات


قال خالد المسلم، أحد الموظفين بقسم الابتعاث في وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية: «إن الوزارة تقدّم برنامج الابتعاث الحكومي سعياً لتوفير فرص عمل للطلاب في الجهات الحكومية خلال فترة دراسة الجامعية؛ لضمان أماكن وظيفية بعد التخرج».

وأوضح أن الطالب يقوم بالتسجيل على الموقع الإلكتروني، ثم تقوم الإدارة بمراجعة التخصصات المطلوبة من الجهات الحكومية، وتكون الوزارة وسيطاً بين جهة العمل والطالب، حيث يجري توقيع عقد العمل، ثم يقوم الطالب بعد التخرج بمباشرة مهام وظيفته».

وأشار إلى أن برنامج الابتعاث الحكومي متاح لجميع القطريين في مختلف التخصصات، وكذلك أبناء القطريات ومواليد دولة قطر. ولكنه أشار إلى أنه يُشترط في الابتعاث بالتخصصات الطبية والتدريس أن يقدّم الطالب الأوراق التي تثبت استكمال جميع مراحله الدراسية في الدوحة.