إرجاء تنفيذ اتفاق الحديدة.. لا أحد يريد السلام في اليمن

594 ‎مشاهدات Leave a comment
إرجاء تنفيذ اتفاق الحديدة.. لا أحد يريد السلام في اليمن

قال الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن أكبر ما يعيق تنفيذ اتفاق الحديدة باليمن، الذي ترعاه المنظمة الدولية، هو عدم وجود إرادة حقيقية لدى الأطراف المتصارعة للوصول إلى سلام.

وأكد صيام في تصريحات لحلقة الاثنين (2019/2/25) من برنامج “ما وراء الخبر”، أن طرفي التحالف السعودي الإماراتي ليسا على قلب رجل واحد في حربهما التي يخوضانها باليمن، مشددا على أن من مصلحة السعودية إنهاء الحرب والخروج منها بأقل الخسائر، بينما للإمارات العربية حسابات مختلفة، فهي تتطلع إلى السيطرة على موانئ اليمن وجزره، لذلك فهي تضع دائما “العصي أمام العجلات” لمنع تقدم عربة السلام.

كما حمّل صيام مسؤولية عرقلة جهود الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالانسحاب من الحديدة، مؤكدا أنهم لا يرغبون في الانسحاب من المدينة.

حسابات مادية
واتفق الصحفي والمحلل السياسي المختص بشؤون اليمن علي العبسي مع وجهة النظر السابقة، وأكد أن الحوثيين لن يرضوا بالخروج من مدينة الحديدة أبدا لأنها منفذهم البحري الوحيد، كما أن انسحابهم منها يعني خسارة مئات المليارات من الدولارات التي تصب سنويا في جيوبهم جراء السيطرة على ميناء المدينة و”التجارة النفطية غير المشروعة” التي يمارسونها.

وذهب العبسي إلى التأكيد أن كل الأطراف المتحاربة لا تريد سلاما في اليمن، فمن مصلحة التحالف السعودي الإماراتي استنزاف مقدرات اليمن وإضعافة ومواصلة السيطرة على موانئه وخيراته كما هو الواقع الآن.

أما الحوثيين فوجدوا في اتفاق ستوكهولم حبل النجاة الذي أنقذهم من الغرق، حيث كانوا على وشك الانسحاب من المدينة بفعل الهزائم التي ألحقها بهم التحالف، فجاء الاتفاق الأممي ليعطيهم الضوء الأخضر للبقاء في المدينة.

وأشار العبسي إلى أن طرفي الصراع لم يتفقا على تنفيذ أسهل بنود اتفاق ستوكهولم، وهو المتعلق بتبادل الأسرى، وهي مسألة أقل تعقيدا بكثير من أزمة مدينة الحديدة، مما يؤكد حقيقة نوايا كل الأطراف بمواصلة الصراع.

واتفق العبسي وصيام على أن الاتفاقية جاءت نتيجة ضغوط دولية مورست على السعودية بسبب الغضب الدولي من حجم الفاتورة الإنسانية للحرب في اليمن، وأن الرياض بعد انكشاف جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي ضغطت على الحكومة الشرعية لقبولها، في محاولة لتهدئة المجتمع الدولي.