موثق الحياة البرية.. وفاة الباحث القطري مهنا العسيري

400 ‎مشاهدات Leave a comment
موثق الحياة البرية.. وفاة الباحث القطري مهنا العسيري

عماد مراد-الدوحة

توفي في قطر أمس الثلاثاء مهنا بن راشد العسيري أحد أبرز الباحثين في الحياة البرية القطرية، بعدما أضاف إلى المكتبة القطرية والعربية كتبا نوعية عن الطيور والحشرات والنباتات في البلاد.

وتركزت مؤلفات العسيري (70 عاما) على الحياة البرية القطرية مركزا على الطيور والحشرات والنباتات المختلفة. وكان من أهم مؤلفاته كتاب “طيور قطر البحرية والبرية” الذي صدر عام 2010 ويمثل إضافة مهمة إلى المكتبة القطرية والعربية، حيث يضم الكتاب الصادر في ثلاثمئة صفحة معلومات كاملة بالصور عن 1120 من الطيور في قطر.

واستغرق العسيري ما يزيد عن أربعة أعوام في جمع المعلومات والصور والوثائق الخاصة بكتابه، وقد نال تسجيل الأسماء المحلية التراثية لتلك الطيور اهتماما كبيرا من جانبه، حيث وجد أن الغالبية العظمى من المواطنين -خاصة الشباب- يجهلون أسماءها التراثية.

اندثار الأسماء المحلية
وخوفا من اندثار تلك الأصماء، وثقها العسيري اعتمادا على ذاكرته الشخصية وعلى اللقاءات العديدة التي أجراها مع الأصدقاء والأشخاص المتخصصين والمشهورين بالإلمام بتلك الأسماء.

وحمل العسيري كاميرته وتجوّل بين الجزر القطرية في فصل الصيف ليصور الطيور البحرية التي تتواجد في تلك الجزر من مايو/أيار حتى أكتوبر/تشرين الأول. وفي فصل الشتاء كان يتوجه صوب مختلف المناطق البرية في الرويس والزبارة ودخان والخور وخور العديد ومسيعيد والوكرة وغيرها من المناطق البرية التي تحط بها الطيور، حتى يرصد بعدسته كل الطيور التي تحط على أرض قطر.

خوفا من اندثار أسمائها المحلية، وثقها العسيري اعتمادا على ذاكرته الشخصية وعلى اللقاءات العديدة التي أجراها مع الأصدقاء

وكانت حصيلة الرحلات العديدة التي قام بها العسيري في البر والبحر القطري أكثر من أربعة آلاف صورة فوتوغرافية تعتبر في مجملها توثيقا للطيور البرية والبحرية في قطر.

وجاب العسيري مختلف المواقع على أرض قطر سواء الواقعة على اليابسة أو حتى الموجودة في الجزر البحرية. ورغم المشاق والصعوبات التي واجهها في رحلة البحث عن الطيور البحرية والبرية، فإنه كتب حينها أنه شعر بسعادة غامرة عندما حصد ثمرة هذا المجهود المضني.

كتب متخصصة
كتاب “ﻃﻴﻮر ﻗﻄﺮ اﻟﺒﺮﻳﺔ واﻟﺒﺤﺮﻳﺔ” ليس الوحيد الذي ألفه العسيري، فهناك كتب متخصصة أخرى مثل كتاب “الحشرات البرية في قطر”، و”النجوم في دولة قطر”، و”النباتات البرية في قطر”، حيث يغلب على كتبه طابع التوثيق، وقد  حفظ في تلك الأعمال الأربعة تراث بلاده في مجال البيئة والطيور والحشرات والنباتات.

ووثق العسيري صاحب القصة الطويلة مع الطبيعة من خلال مؤلفاته أسماء النباتات والحشرات البرية قبل أن تختفي مسمياتها من على ألسنة سكان المنطقة، وهو الدافع الذي حركه لهذه الرحلات الشاقة التي قام بها.

يشار إلى أن العسيري ولد عام 1949، وهو إضافة إلى تخصصه في طيور وحشرات البيئة القطرية عالم فلكي، وعمل نائبا لمدير الشؤون المالية والإدارية بوزارة الاقتصاد، قبل أن يتفرغ لتأليف أبحاثه ورصد النباتات والحشرات والطيور.

المصدر : الجزيرة