ذوو البشرة السمراء بالعراق.. اضطهاد وحرمان

421 ‎مشاهدات Leave a comment
ذوو البشرة السمراء بالعراق.. اضطهاد وحرمان

عمار الصالح-البصرة

تواصل علياء العلي كفاحها من أجل تحقيق حياة اجتماعية تخلو من النظرة الدونية لأبناء جلدتها من ذوي البشرة السمراء، يدفعها إلى ذلك المعاناة التي رافقتها منذ الطفولة بسبب لونها “الأسود” الذي حرمها من التعليم والعمل.

علياء (26 عاما) ناشطة في إحدى المنظمات المدنية التي تهتم بمعالجة التمييز العنصري ضد أصحاب البشرة السمراء في العراق، وتتخذ من منظمتها وسيلة للدفاع عن حقوق هذه الشريحة التي تعاني “الاضطهاد”.

تقول علياء “ألمس هذا الاضطهاد عندما أسير في الشارع وأسمع ألفاظا بذيئة وساخرة بسبب لوني، وكذلك في المدرسة يتعرض ابني في المرحلة الابتدائية للمعاناة نفسها لهذا يريد ترك المدرسة”.

تواصل علياء العلي (الثالثة من اليمين) كفاحها لتوفير حياة اجتماعية تخلو من النظرة الدونية لأبناء جلدتها من ذوي البشرة السمراء (الجزيرة)

تمييز في العمل
وتضيف في حديثها للجزيرة نت “كذلك نجد التفرقة واضحة في أماكن العمل حيث أغلبنا يعمل في التنظيف والخدمات، ويحرمون من الوظائف الأخرى”.

تؤكد علياء أن الغالبية العظمى من أصحاب البشرة السمراء عانوا من نظرة المجتمع السلبية، وتقبلوا العيش وسط هذه الأوضاع، لكنها ترفض أن يعيش أطفالها في هذه الظروف.

ولا تتوفر إحصائيات رسمية عن عدد ذوي البشرة السمراء في العراق، لكن منظماتهم المدنية تذكر أنهم يتجاوزون مليوني نسمة موزعين في محافظات الوسط والجنوب خاصة البصرة (جنوبي العراق)، التي وصلوا إليها من أفريقيا في مدد زمنية مختلفة خاصة في العصر العباسي للعمل في مجال الزراعة وحفر الآبار.

يستعرض ميثم المبارك الاضطهاد الذي تعرض له بسبب لونه قائلا “كنت أعمل سابقا في شركة موانئ العراق وتركت العمل بسبب تدهور الأوضاع الأمنية عام 2007، وبعد محاولتي العودة كباقي زملائي رفض طلبي بسبب موقف شخصي من أحد المسؤولين الذي اعتقد أني قريب لعضو سابق في حزب البعث رغم عدم صلتي بذلك الشخص باستثناء أن لونه أسود”.

ويعاني أغلب أصحاب البشرة السمراء من ظروف اقتصادية صعبة تركت تأثيرها عليهم بحرمانهم من التعليم ومستواهم المعيشي السيئ، وفق ميثم، الذي يفكر في الهجرة خارج العراق ليجنّب أطفاله ما تعرض إليه من عنصرية المجتمع.

صلاح السعدون يسعى لتدريب وتأهيل أصحاب البشرة السمراء لتمكينهم من الدخول في العملية السياسية (الجزيرة)

 

حراك سياسي
بالمقابل يسعى صلاح السعدون، وهو رئيس جمعية أنصار الحرية الإنسانية، إلى تدريب وتأهيل أصحاب البشرة السمراء لتمكينهم من الدخول في العملية السياسية، وتحقيق أهدافهم في الاعتراف بهم كأقلية في المجتمع العراقي.

وبينما يؤكد أن “حاجز الخوف المجتمعي كُسر مع توفّر نوع من الحياة الديمقراطية في العراق وساهم في وصول شخصيات من ذوي البشرة السمراء إلى أعلى المراتب الدراسية، فضلا عن وجود شخصيات تمتلك الخبرة والمؤهلات الأكاديمية”، يرى أن “هنالك إقصاء وتهميشا متعمدين تسببا في حرمانهم من تولي مناصب قيادية في السلطة”.

قوانين تنتظر
ويعتقد مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي أن التمييز الذي يتعرض له أصحاب البشرة السمراء لم يأت من فعل حكومي، وإنما “جاء من موروث اجتماعي تاريخي بسبب لونهم، وهو ما سبب لهم مشاكل عديدة”.

وقال إن “المفوضية دعت في مناسبات عدة إلى تشريع قانون التنوع الثقافي لتجريم كل من يدعو إلى التمييز العنصري خاصة أن العراق وقع على اتفاقية مناهضة التمييز لكن لم يشرّع قوانين لها لغاية الآن”.

وتعتبر عضوة مجلس النواب العراقي زهرة البجاري أن أصحاب البشرة السمراء هم “ملح البصرة”، وهي لا ترى أن “هنالك تمايزا بين الناس على أساس اللون، فالجميع مواطنون من الدرجة الأولى، ومتساوون في الحقوق وهنالك علاقات اجتماعية متينة وحالات زواج بين الطرفين”.

المصدر : الجزيرة