وقد تفضل حضرة صاحب السمو، ودولة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، والسيد يوري فيدوتوف ممثل الأمين العام المدير العام لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بتكريم الفائزين بالجائزة.
وقال دولة الدكتور مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا، في تصريحات خاصة لـ «العرب» على هامش الحفل، إنه يتطلع إلى التعاون مع دولة قطر في محاربة الفساد بشكل أكبر، معرباً عن أمله في تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وأضاف أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يمتلك ضميراً حياً لخدمة وطنه، وهو ما يجعله قائداً عظيماً لأبناء شعبه.
ووجه مهاتير محمد رسالة إلى الشعب القطري قائلاً: «إن جوائز مكافحة الفساد التي تم توزيعها ليست للفائزين فقط، بل لشعب قطر كذلك، خاصة أن تلك الجوائز قطرية في الأساس، ما يعني أن الشعب القطري شريك في النجاح، كما هو شريك في مكافحة الفساد».
د. ابن فطيس المري لـ «»: شراكة
مع الأمم المتحدة في محاربة الفساد
أكد سعادة الدكتور علي بن فطيس المري، النائب العام ومحامي الأمم المتحدة الخاص بمكافحة الفساد، أن دولة قطر ومنظمة الأمم المتحدة شريكان في محاربة الفساد، وقال في تصريحات خاصة لـ «العرب»، إن العالم يحتاج إلى مثل هذه المبادرات المتمثلة في جائزة حضرة صاحب السمو لمحاربة الفساد، حيث تتفق تماماً مع مبادرة الألفية المقبلة للأمم المتحدة في التنمية المستدامة ومحاربة الفساد.
وأضاف: «قطر تدرك جيداً أن أقصر الطرق إلى التنمية المستدامة يكمن في محاربة الفساد، وهو ما دفعها لاتخاذ هذا النهج سبيلاً في مساعدة الجميع، شعوباً وحكومات».
وتابع: «إن جائزة حضرة صاحب السمو للتميز في مكافحة الفساد، ولدت عالمية، وأدرك العالم أهميتها وثمارها في تحسين التنمية المستدامة حول العالم، وهو أحد أسباب اختيارنا لمملكة ماليزيا لاستضافة حفل توزيع الجوائز، نظراً لجهودها الجبارة في محاربة الفساد والتغلب عليه، مما يجعلها نموذجاً قوياً لأهداف المبادرة والجائزة».
وأشار سعادته إلى أن عملية اختيار الفائزين خضعت لمراحل طويلة وشاملة، حيث قامت اللجنة العليا للجائزة بتوصيات من المجلس الاستشاري والتقييم، باختيار 8 فائزين في 4 فئات، وهم فئة إنجاز العمر، وفئة الابتكار في مكافحة الفساد، وفئة الشباب الإبداع والمشاركة، وفئة البحوث الأكاديمية والتعليم.
جائزة فئة الأبحاث الأكاديمية لمكافحة الفساد
فازت في فئة الأبحاث الأكاديمية لمكافحة الفساد، الدكتورة روبتيل نايجاي بايلي، من جمهورية ليبيريا، والتي تعمل على تعليم الجيل المقبل من المواطنين في أقرب وقت ممكن، حيث نشرت كتابين هما «جباجبا»، و»جادة»، وعملت من خلالهما على فضح آثار الفساد في الحياة اليومية بطريقة مبسطة للأطفال، كما صنعت أفلام قصيرة، وأغاني، لتحفيز الأطفال ضد الفساد. وفاز بالجائزة الثانية في هذه الفئة البروفيسور جاسون شارمان، بالمشاركة مع السير باتريك شيهي الحائز على شهادة الأستاذية في العلاقات الدولية من جامعة كامبردج. وحصل «شارمان» قبل التحاقه بجامعة كامبريدج على درجة البكالوريوس من جامعة غرب أستراليا، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة إلينوي، وعمل في جامعة بريسبان وجامعة غريفيث في أستراليا، ويشمل عمله التحقيقات في الممارسات الفاسدة التي استخدمها الفاسدون لإخفاء الأموال غير المشروعة، إلى جانب دراسات متعمقة حول غسيل الأموال واسترداد الموجودات، وقد تمت مراجعة منشوراته من قبل مجلة الإيكونوميست، وفاينانشيال تايمز والمعهد الأسترالي للشؤون الدولية وغيرها.
ممثل الأمم المتحدة لـ «العرب»:
نتطلع إلى مزيد من التعاون.. ومواجهة الفساد ليست سهلة
أكد سعادة السيد يوري فيدوتوف -ممثل الأمين العام المدير العام لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة- أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يمثّل قوة مهمة في مواجهة الفساد، وهو ما يجعلنا متطلعين إلى مزيد من التعاون معه في هذا المجال.
وقال فيدوتوف في تصريحات خاصة
لـ «العرب»، إن محاربة الفساد ليست سهلة، وإن البرامج القطرية في هذا الشأن تمثّل عنصراً مهماً في تشجيع وتحفيز الشعوب حول العالم للتصدي لهذه المشكلة.
وأضاف: «تزداد جائزة صاحب السمو للتميز في محاربة الفساد أهمية يوماً بعد يوم، بل وتزداد قوة وتأثيراً، خاصة في ظل الشعبية الكبيرة التي تحظى بها حالياً على مستوى العالم». وتابع: «إن الأمم المتحدة عازمة على المضي قدماً في محاربة الفساد؛ لتحقيق أعلى معدلات العدالة المجتمعية بين الشعوب، وهو ما نجحنا فيه خلال السنوات الماضية، من خلال تقليل معدلات الفساد. ورغم ذلك، فإننا مستمرون في حربنا لحين القضاء نهائياً على الفاسدين، بمساعدة الحكومات المهتمة بهذا الشأن، مثل الحكومة القطرية، إضافة إلى الشعوب العازمة على تحقيق التنمية المستدامة لبلادها».
وأضاف: «أتمنى لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وللشعب القطري، مزيداً من التقدم في محاربة الفساد، خاصة وأن التعاون بين قطر والأمم المتحدة أثبت نجاحاً باهراً، وهو ما يشجعنا على تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات».
جدير بالذكر أن عملية الترشيح والتقييم يتم إطلاقها سنوياً، ويمكن التقديم عليها من أي دولة، كما يمكن تقديم طلبات الترشح من قبل طرف ثالث، أو منظمات أو شركات وأشخاص دون أي قيد على جنسية معينة، على أن يكون الطلب والرسالة مضمونها الجهود الفعّالة لمكافحة الفساد والحد من منه، ويقوم المجلس الاستشاري لتقييم الجائزة بمراجعة الترشيحات، وتقديمها للجنة العليا للجائزة للنظر فيها.
مكسيكية ومؤسسة
أميركية تحصدان جائزة «إبداع الشباب»
حصلت السيدة فيرنادا أنجليسا فلوريس أقويار، من دولة المكسيك، على الجائزة الأولى في فئة «إبداع الشباب وتفاعلهم».
وتدعو السيدة فيرنادا إلى مكافحة الفساد منذ أن كانت في عمر السادسة، وذلك عبر المشاركة مع نادي «ذا اليونس» التابع لـ «مكاسكالي»، الذي تولى جدها وأمها رئاسته. وسُمّيَ برنامج فيرنادا لمكافحة الفساد «تقبل هبة التبصر»، ونجحت من خلاله في توفير فرص الفحص على قوة النظر، والكشف على سلامة العينين، كما تم توفير عدسات طبية، وفي بعض الحالات إن لزم الأمر تدخلاً طبياً، لا سيما للحالات الحرجة مادياً والأسر العفيفة في دولة المكسيك.
من هذا المنطلق، بدأت السيدة فيرناندا مسيرتها لتضع بصمتها على المجتمع، من خلال العمل على مهام متنوعة، مثل التحفيز والدعم والتسجيل، والمساواة بين الجنسين في المجالات السياسية، وبرامج شبابية مصممة من نوع فريد، ليتم منح صوت مسموع للجيل الشبابي، كما أنها حالياً على وشك الانتهاء من دراستها العليا، بغرض تحسين كفاءة عملها، وتأثيرها في مجال برامج مكافحة الفساد.
من ناحية أخرى، حصلت مؤسسة «اكاونتبليتي لاب» على الجائزة الثانية في نفس الفئة، ويقع مقر المؤسسة في واشنطن دي سي، وتهدف إلى زرع وتطبيق العدل والنزاهة في أكبر عدد من الدول الممكنة، كما يقومون بدورهم على عمل «حاضنة نزاهة ومساءلة»، والتي تدعو بشكل أساسي إلى التركيز على المجتمعات المدنية الحديثة، وعلى ترسيخ أسس النزاهة والمساءلة المستدامة، باستخدام أساليب ومناهج داعمة لهذا الغرض، إضافة إلى عملها على المشاركة الفعالة، والتأثير على المجتمع.
كما أطلقت المؤسسة حملة «رمز وأيقونة النزاهة»، وهي حملة عالمية منظمة من قبل مواطنين يهدفون بشكل أساسي إلى البحث عن منظمات ومؤسسات حكومية نزيهة للعمل معاً، والاستفادة من ذوي الخبرة المتاحة.
تقاسم جائزة الابتكار في مكافحة الظاهرة
انطلق حفل تكريم الفائزين بالجائزة (فئة الابتكار في مكافحة الفساد)، حيث جرى تكريم مبادرة هواتف ضد الفساد من دولة بابوا غينيا الجديدة، لمنبرها المحمول المبتكر للإبلاغ عن الفساد، حيث تلقت خدمة الرسائل النصية أكثر من 6000 تقرير عن أنشطة فساد منذ إطلاقها في أغسطس 2010، وكانت هواتف PNG ضد الفساد مسؤولة عن فتح أكثر من 250 حالة قيد التحقيق من قبل سلطات بابوا غينيا الجديدة، خمسة من هؤلاء ينتظرون المحاكمة.
والمبادرة مسؤولة عن إلقاء القبض على اثنين من البيروقراطيين الحكوميين في بابوا غينيا الجديدة بسبب سوء إدارة أكثر من مليوني دولار من الأموال الرسمية.
وتقاسم جائزة الابتكار مع مبادرة هواتف ضد الفساد، الدكتور روجر أوبونغ كورانتنغ، وهو من جنوب إفريقيا، وكبير مدربي ومستشار الحكم ومكافحة الفساد لأمانة الثروة المشتركة في إفريقيا، وقد استخدم منصبه للجمع بين رؤساء المكاتب الإفريقية لمكافحة الفساد لاستعراض مبادرات مكافحة الفساد ووضع معايير للأداء وتبادل أفضل الممارسات.
وقد جرى توقيع اتفاقية ثنائية لتبادل المعلومات بين غانا ونيجيريا، ومثلت نتيجة مباشرة للعمل الذي قاده الدكتور كورانتنغ لدى توليه مسؤولية الحكم ومكافحة الفساد والمؤسسات الديمقراطية والرقابة في جميع دول الثروة المشتركة الـ 52.
نيجيري يفوز بجائزة الفئة الاستثنائية
فاز بالجائزة الأخيرة فئة «الجائزة الاستثنائية – إنجاز العمر»، السيد نوهور يبادو (من نيجيريا)، والذي يدعو إلى العمل الفعلي والتطبيقي أكثر من القول الظاهري، لوضع حدٍ من الفساد المنتشر. تمحور عمل نوهور يبادو حول الحد من الفساد المنتشر والطاغي في موطنه، وأثره على التطور والتقدم سلباً، ونهب الدولة من خيراتها، كما يدعو إلى ترسيخ مبادئ وأسس صحيحة يجب أن يتحلى بها القائد بشكل خاص والمجتمعات بشكل أعم. أما الفائز الثاني في نفس هذه الفئة، فهو السيد ليونارد فرانك ماكارثي نائب رئيس البنك الدولي، والذي يعد من أهم المؤثرين في الاقصاد العالمي. وقام ماكارثي بدوره في توجيه المنظمات بشكل دقيق وملحوظ، للحد من التزوير والفساد، واستطاع أن يجسد مفهوم الالتزام بالنزاهة، حيث أصبح معياراً في بروتوكول البنوك للتحقيقات لمكافحة الفساد والتزوير، كما أنشئت تحت قيادته وحدة حماية المخاطر للبنك العالمي، للحد من بدء معاملات الفساد من الأساس.
نُصب الجائزة يزيّن ساحة بتراجايا
شهدت مملكة ماليزيا -مؤخراً- وضع نُصب «جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد» في نسختها الثالثة، وذلك في ساحة بتراجايا بالعاصمة الماليزية كوالالمبور.
ويبلغ طول نُصب الجائزة 12 متراً، وقد صنعه الفنان أحمد بحراني – فنان ونحات عراقي، وتم وضع النصب أمام مقر مكتب رئيس الوزراء في بوتراجايا العاصمة الإدارية لماليزيا في أهم ميادينها، وهو ميدان داتارانجبوترا Datarang Putra.
ويُعَد النصب عبارة عن رمز لليد التي تكافح الفساد، تتمثل في تمثال من الاستانلس ستيل، وتشكل الخطوط المتواصلة والمترابطة في التمثال معنى التضامن الدولي، بينما يعبر الجزء الشفاف من المجسد عن معنى الشفافية ومدى أهميتها، أما المثلثات الصغيرة التي تمر عبر التمثال فتجسد وتمثل الدولة، وكيف أنها إذا ما ترابطت وتعاونت تعاوناً إيجابياً سوف تستطيع أن تحدث فارقاً في العالم، وتتغير للأفضل.
جدير بالذكر أن «جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية لمكافحة الفساد»، أنشئت من قبل مركز حكم القانون ومكافحة الفساد، تحت الرعاية الكريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث أعلن سعادة الدكتور علي بن فطيس المري -رئيس مجلس أمناء مركز حكم القانون والمحامي الإقليمي للأمم المتحدة لمكافحة الفساد- عن إطلاق الجائزة في نوفمبر 2015 في سان بيترسبرج – روسيا.;