قالت وكالة بلومبرغ الإخبارية إن الإهانات والشتائم -التي دأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على توجيهها لكل من يعمل معه- ستكون لها عواقب، وإنه بذلك يضع نفسه على طريق الفشل.
واستهل جوناثان بيرنشتاين، كاتب عمود بموقع الوكالة الإلكتروني، مقاله بتصريحات للعضو بمجلس النواب عن الحزب الجمهوري ميا لوف التي اعترفت بهزيمتها في انتخابات الإعادة التي جرت مؤخرا بولاية يوتاه.
ووجهت النائبة السابقة سهام نقدها إلى الرئيس ترامب الذي أهانها في اليوم الذي تلا عملية التصويت.
وقالت إن “سلوك الرئيس تجاهي أصابني بالدهشة، فما الذي سيجنيه من التفوه بما قاله عن زميلة جمهورية؟”.
وأضافت أن تصريحات ترامب “أتاحت لي إطلالة واضحة على عالمه حيث لا علاقات حقيقية، بل مجرد تعاملات مريحة له. وهذا أسلوب غير مناسب لأداء الخدمة بإخلاص وتنفيذ السياسات”.
وتوعدت لوف الرئيس بأنها ستكشف عن المزيد في المستقبل، وقالت بنبرة تنطوي على تهديد “أنا الآن متحررة من كل قيد ومطلقة العنان، وأستطيع أن أبوح بما يجول في خاطري”.
ولعل الأمر المخيف بعض الشيء بالنسبة إلى ترامب أن هناك عددا لا يستهان به من شاكلة لوف ظهروا على الساحة على حين غرة.
وقد خسر ترامب بعضا من موظفي البيت الأبيض ووزراء ومسؤولين تنفيذيين آخرين. ولا يكن من هؤلاء مشاعر دافئة نحو الرئيس إلا القليل، بحسب الكاتب.
وأشار المقال إلى أن كل من تعامل مع ترامب ستكون له قصص وروايات تجعله يبدو في وضع سيئ، سواء يتعلق الأمر بجهله شؤون السياسة العامة، أو نزوعه لفعل أشياء غير مقبولة تماما، أو ميله لسب مؤيديه خلف الكواليس.
وذكر الكاتب أيضا أنه علم بتلك التفاصيل لأن عددا كبيرا ممن تعاملوا مع الرئيس أكدوا رغبتهم في الكشف عن معلومات “مضرة” عن ترامب.
ويستدرك قائلا إن بعض المسؤولين السابقين لن ينبسوا ببنت شفة، وإن القلة القليلة لن تتحدث علنا إما من باب الولاء للحزب أو الخوف على مستقبلهم المهني.
لكن مما يلفت النظر -فيما يتعلق بإدارة ترامب منذ البداية- هو رغبة المطلعين على بواطن الأمور في البوح بقصص “مدمرة” عن الرئيس رغم الحوافز القوية المعروضة عليهم للكف عن ذلك.
ويشكك المقال في أن يكون للشتائم التي يكيلها الرئيس لمن حوله تأثير كبير، ويرى أنه مهما كثر الكشف عن أسرار “محرجة” لترامب فإنها لن تستطيع تغيير آراء كثير من الناخبين.
بيد أن الكاتب يعتقد -مع ذلك- أن مزيدا من الشتائم وكشف الأسرار قد تلحق الضرر بسمعة ترامب المهنية، وربما تنال أكثر من نفوذه.
ووفقا للمقال، فإن ترامب بات بالفعل رئيسا “ضعيفا على نحو غير عادي، ومن المرجح أنه سيزداد ضعفا”.
صفوة القول إن “الإهانات المتعمدة” التي يكيلها رئيس ما لكل من يعمل معه تنزع إلى أن يكون لها عواقب –ربما تكون وخيمة- في نظام يتسم بتقاسم السلطات بين المؤسسات المختلفة.
المصدر : بلومبيرغ