اتهم كاتب أميركي رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بتسييس كل شيء، بما في ذلك العملية العسكرية التي أسفرت عن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان.
وقال أندرو كراغي في مقال بمجلة “أتلانتيك” إن ترامب يتبنى أسلوبا بسيطا في الرد على أي انتقادات توجه إليه، وهو نبذ كل من لا يوافقه الرأي بدمغه بأنه موالٍ لديمقراطيين بارزين.
وفي سياق تعليقه على المقابلة التي أجراها معه مذيع الأخبار بقناة “فوكس نيوز صنداي” كريس والاس، أشار كراغي إلى أن ترامب وصف الأميرال المتقاعد وليام ماكريفن بأنه “معجب” بمرشحة الرئاسة الأميركية عام 2016 ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
ووجه ترامب سهام انتقاداته في المقابلة التلفزيونية لماكريفن الذي قاد عملية قتل بن لادن، وقاطع المذيع قائلا إن الأميرال “معجب بهيلاري كلينتون”، وكأنه أراد بذلك وضع حدٍ للحديث عن هذا الموضوع.
وكان ماكريفن حذر العام الماضي من أن “شيطنة” الصحافة الحرة “قد تكون أكبر مهدد للديمقراطية”. وجاء ذلك على خلفية وصف ترامب وسائل الإعلام بأنها “عدو للشعب الأميركي” وبأنها “إعلام الأخبار الملفقة”.
وتطرق كراغي في مقاله إلى الرسالة المفتوحة التي كان قد وجهها الأميرال وليام ماكفرين إلى الرئيس ترامب طالبا منه سحب ترخيص الاطلاع على أسرار وزارة الدفاع الممنوح له، وذلك تضامنا مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق جون برينان الذي تعرض للتصرف ذاته.
وفي تلك الرسالة قال ماكفرين “مثل غالبية الأميركيين، كان الأمل يحدوني عندما أصبحتَ رئيسا للبلاد أن ترتقي إلى مستوى المناسبة وتكون القائد الذي تحتاجه هذه الأمة العظيمة”.
وتابع “إن أي قائد عظيم يسعى لاحتضان أفضل سمات منصبه. وأي قائد عظيم ينبغي أن يكون مثالا يحتذي به الآخرون. وأي قائد عظيم يضع مصلحة الآخرين فوق مصلحته الشخصية”.
وانتقل ماكفرين بعد ذلك إلى شن هجومه الشخصي على ترامب قائلا “إن قيادتك أظهرت قليلا من تلك الخصال. فقد أحرجتنا بأفعالك أمام أعين أطفالنا، وأهنتنا على الصعيد العالمي، والأنكى من ذلك أنك قسمتنا بوصفنا أمة”.
غير أن ترامب رد في المقابلة التلفزيونية باتهام ماكفرين بأنه من مؤيدي هيلاري كلينتون والرئيس السابق باراك أوباما، وتساءل “ألم يكن من الأفضل لو أننا نلنا من أسامة بن لادن قبل ذلك بكثير؟”.
بل إن الرئيس الأميركي اتهم دولة حليفة لبلاده -هي باكستان- بأنها ربما أخفت زعيم تنظيم القاعدة في مكان لا يبعد سوى ميل واحد عن الأكاديمية العسكرية الوطنية.
ودافع كاتب المقال من جانبه عن ماكفرين، وقال إنه لم يدعم يوما أي مرشح للرئاسة في انتخابات 2016، على خلاف ما أقدم عليه قادة عسكريون متقاعدون آخرون عندما وقعوا خطابات تأييد لترامب أو هيلاري كلينتون.
ومضى أندرو كراغي في مقاله في مجلة أتلانتيك إلى أن ترامب نادرا ما يتراجع أو يعترف بخطأ ارتكبه اعتقادا منه أنه لا ينبغي أن تكون هناك تغطية إعلامية توجه انتقادات له.
وختم الكاتب مقاله بالزعم أن الفكرة في عالم ترامب أقل أهمية على ما يبدو من الأيديولوجيا أو الانتماء السياسي.
المصدر : الصحافة الأميركية