يعتبر التحالف -الذي يعرف باسم “قوات سوريا الديمقراطية“- من الجهات التي تحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية داخل سوريا، لكنه يعاني في الآونة الأخيرة من العديد من المشاكل، لعل أهمها: فقدان دعم مجموعة من القبائل العربية.
ويشير الكاتب إيغور يانفاريف في تقريره الذي نشره موقع “نيوز ري” الروسي، إلى ظهور اتجاهات جديدة داخل هذا التحالف الذي يعتبر قوة غير موالية لدمشق وتحارب من أجل تحرير سوريا من قبضة تنظيم الدولة.
مقتل شخصية قبلية بارزة
ويضيف الكاتب أن قادة بعض القبائل في دير الزور والرقة وغيرهما رفضوا بشدة مؤخرا التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، وذلك بسبب مقتل الشيخ بشير فيصل الهويدي أحد الشخصيات القبلية البارزة في شرق سوريا.
ويرى الكاتب أن تمرد الكتل العربية في التحالف العربي الكردي يعود إلى حادثة مقتل الهويدي، الذي قتل في الرقة بعد اجتماع لقادة قوات سوريا الديمقراطية؛ وهو ما أكدته تصريحات زعماء القبائل التي نشرت من طرف بعض الصحف الموالية لهم. وبشكل عام، يعتقد قادة بعض القبائل أن التحالف الموالي للولايات المتحدة متورط في قتل الهويدي.
ويضيف إيغور يانفاريف أن استقالة رئيس المجلس العسكري في دير الزور أحمد أبو خولة كانت قبل أسبوعين من العلامات التي تشير إلى وجود خلاف بين الكتل والأحزاب العربية والكردية في شرق سوريا.
وينسب الكاتب إلى مراقبين أن الخلاف القائم بين الجهات الكردية والعربية -التي تشكل التحالف- يعود إلى الخسائر الفادحة التي تكبدتها قوات سوريا الديمقراطية في محاربة تنظيم الدولة.
هيمنة الأكراد
ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة حاولت ولفترة طويلة إضعاف حصة الأكراد داخل قوات سوريا الديمقراطية لعدة أسباب، بما في ذلك تخفيف حدة التوتر في العلاقات مع الجانب التركي، الذي أكد أن شمال شرق سوريا لا يتألف فقط من قبائل كردية، ومن هذا المنطلق، لا يمكن لهذه الوحدات أن تبسط سيطرتها الكاملة على تلك المنطقة.
وينسب الكاتب إلى دبلوماسيين أميركيين أنه كان من المفترض أن تكون نسبة مشاركة المجموعات العرقية الكردية والعربية في قوات سوريا الديمقراطية متساوية، إلا أن الواقع كان مختلفا تماما.
علاوة على ذلك، أشار محللون سياسيون في العديد من المناسبات إلى الدور المهيمن الذي يلعبه الأكراد في المجالس العسكرية المحلية، وهو ما تسبب في استياء المجموعات العرقية الأخرى التابعة لهذا التحالف العسكري.
وينقل الكاتب تصريح المستشار الخاص السابق في وزارة الخارجية الأميركية لعملية الانتقال في سوريا فريدريك هوف، الذي أقر فيه بأن “وجود الجماعات المسلحة الكردية في بعض مناطق شرق سوريا حيث يعيش السكان العرب، يؤدي إلى تصادم بين الأكراد والسكان المحليين”.
تنظيم الدولة
وقال فريدريك هوف “من الضروري العمل على تصحيح هذا الاختلال السياسي الديمغرافي. ومع ذلك، فإن النضال المستمر من أجل مكافحة تنظيم الدولة يجعل من حل هذه المشكلة أمرا صعبا”.
وفي حديث مع موقع “نيوز ري” الروسي، أوضحت الباحثة في منتدى التفكير الإقليمي الإسرائيلي إليزافيتا تسوركوفا أن الصراع الذي استجد بين القبائل العربية والكردية ليس بالأمر المفاجئ، ولا سيما أن قوات سوريا الديمقراطية تتخبط في العديد من المشاكل.
وفي تعليق لها على تصريح قوات سوريا الديمقراطية، المتمثل في رفض محاربة تنظيم الدولة بسبب العمليات التركية، قالت تسوركوفا إن قوات سوريا الديمقراطية تذرعت بالعمليات العسكرية التركية لتبرر وقف المعارك ضد تنظيم الدولة.
تركيا
وذكر الكاتب أنه في 28 أكتوبر/تشرين الأول، شنّ الجيش التركي سلسلة من الهجمات على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) السورية. ونتيجة لذلك، صرّح الأكراد أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه عملية أخرى تنفذها أنقرة وتستهدفهم.
ومن جهته، ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه لا يستبعد القيام بعملية عسكرية أخرى في شمال سوريا.
وتعتقد تسوركوفا أنه طالما كانت الولايات المتحدة تدعم قوات سوريا الديمقراطية، فإن القوى السياسية الأخرى الموجودة في شرق سوريا ستقاتل من أجل دعم السكان المحليين، خاصة في ظل الخلافات القائمة مع المجموعات الكردية.
وفي الختام، نقل الكاتب تصريح تسوركوفا الذي جاء فيه أنه في حال أصر السكان المحليون على ضرورة مغادرة قوات سوريا الديمقراطية للمنطقة، فإن عليهم التفكير في الطرف الذي سيبسط سيطرته هناك، سواء كان النظام السوري أم تركيا.
المصدر : مواقع إلكترونية