سياسي مصري: زلزال أشد من الربيع العربي قادم بالشرق الأوسط

463 views Leave a comment
سياسي مصري: زلزال أشد من الربيع العربي قادم بالشرق الأوسط

قال وزير مصري سابق بمقال نشرته مجلة نيوزويك الأميركية إن زلزالا أشد قوة من ثورات الربيع العربي قادم إلى الشرق الأوسط.

ورأى الكاتب عمرو درّاج الوزير المصري للتخطيط والتعاون الدولي في عهد الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي أن نظاما جديدا برز إلى الوجود إثر الفوضى التي عمت المنطقة بعد أن أخفقت ثورات الربيع العربي في إزالة آثار الدولة العميقة السابقة لعدم توفر التوافق المطلوب.

وأشار إلى أن القوى الإقليمية التقليدية ممثلة في مصر والعراق وسوريا حلت محلها دولتا الإمارات والسعودية، اللتان طالما اتسم نظاما الحكم فيهما بسياسات تسلطية وتقوم على ثروات نفطية.

السعودية ومكانتها الجديدة
وأضاف أن العالم بدأ يدرك، عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بوضوح كيف أن السعودية ترغب في استغلال مكانتها الجديدة.

ويذهب دراج، الذي يرأس حاليا المعهد المصري للدراسات بإسطنبول، إلى أن الديمقراطية نفسها مهددة الآن، فالشرق الأوسط الذي وصفه كثيرون بأنه مهد الحضارة عُرضة للخطر. والغرب الذي يقف شاهدا على حكم الطغاة وهو يرسخ أقدامه في الشرق الأوسط تراخى عن اتخاذ إجراء مناسب إزاء ما يجري في تلك المنطقة.

واستمر الكاتب قائلا إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدم دعما “شفهيا” لطغاة مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وما فتئ يؤكد على علاقات بلاده الاستراتيجية مع السعودية و”زعيمها بحكم الأمر الواقع” محمد بن سلمان.

الاستقرار والمصالح الأميركية
غير أن هذا التساهل مع الاستبداد، وفقا لدراج، لن يؤمن استقرارا للمنطقة ولن يخدم المصالح الأميركية، مضيفا أن ترامب لم يفعل سوى إضعاف السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة وحلفائها في وقت حرج لهم وللشرق الأوسط، وحكم على الملايين بأن يعيشوا تحت نير طغاة متقلبي المزاج.

ورغم كل ذلك فإن الكاتب يرى أن ثمة أسبابا تدعوه للتفاؤل، فالاشمئزاز الذي أعقب الاغتيال الوحشي لخاشقجي يدل على أنه ما يزال هناك خط لا ينبغي تجاوزه.

ومثل جرائم الاغتيال هذه تنتهك كل المعايير الأخلاقية والشرعية الدولية، وتهدد الأمن العالمي إذا لم يمثل الجناة أمام العدالة.

هل يدرك الغرب؟
ومضى دراج إلى القول إن الغرب في مجمله يدرك أهمية هذه الجريمة وتداعياتها على النظام العالمي وعلى الربيع العربي، لكنه تساءل “هل يدرك الغرب أيضا إلى أي مدى يعتمد مستبدون من أمثال بن سلمان والسيسي على تستر المجتمع الدولي بما يجعلهم يواصلون ارتكاب جرائمهم”؟

وخلص إلى أن قصة جمال خاشقجي لم تنته فصولها، فثمة زلزال –أشد وطأة بكثير من الذي شهد العالم بداياته في تونس– قادم، وعليه يتوجب حماية الديمقراطية ودعمها بحسبانها فضيلة أخلاقية بمنأى عن أي ثقافة محلية.

وشدد دراج على أن تغييرات “عميقة ودائمة” حدثت وما زالت تتشكل في العالم العربي، مما يجعل العودة للنظام القديم أمرا غير ممكن، ومن ثم لا يمكن للغرب أن يتجاهل التطورات الجارية في المنطقة التي تتصاعد باستمرار.

المصدر : نيوز داي