وقد تحولت قناة beoutQ، التي بدأت كموقع الكتروني مغلق جغرافياً ومتوفر فقط في المملكة العربية السعودية، إلى عملية قرصنة دولية متطورة. وتتوفر أجهزة الاستقبال الرقمي لهذه القناة على مستوى العالم، بما في ذلك في المملكة المتحدة. وتسمح هذه الأجهزة كذلك بالوصول غير القانوني إلى آلاف القنوات التلفزيونية المشفرة.
وشهدت هذه الخدمة غير القانونية زيادة كبيرة في شعبيتها بعد أن تصدرت عناوين الأخبار في العالم بعد قيامها ببث جميع مباريات النسخة الماضية من بطولة كأس العالم. وتوفر قناة beoutQ أيضاً إمكانية الوصول إلى تطبيقات البث غير القانوني الأخرى، بينما تقوم جهات أخرى بدورها بقرصنة بث هذه المحطة.
ودفع النمو السريع لمحطة beoutQ شبكة سكاي، التي تعمل في سبع دول في أوروبا، وكذلك شبكة الـ بي بي سي، إلى دعم الدعوات الموجهة إلى المفوضية الأوروبية لاتخاذ إجراءات ضد هذه القناة.
وأرسلت الشبكتان رسائل إلى آنا سيسيليا مالمستروم، مفوضة شؤون التجارة في المفوضية الأوروبية، تلخص مخاوفهما وتدعم قيام الاتحاد الأوروبي بتوجيه احتجاج رسمي إلى الحكومة السعودية أو اتخاذ خطوة تجاهها بخصوص قناة . beoutQ
وسلطت رسالة شبكة سكاي الضوء على “التهديدات التي تتعرض لها الشبكات التلفزيونية الأوروبية وأصحاب الحقوق من مصدر جديد نسبياً ولكنه سريع النمو لقرصنة المحتوى المسموع والمرئي، وهو قناة beoutQ”.
وأضافت الشبكة في رسالتها: “تدرك شبكة سكاي أن الإدارة العامة للتجارة تخطط قريباً لاتخاذ خطوة تجاه سلطات المملكة العربية السعودية بشأن هذه القضية. الغرض من هذه الرسالة هو التأكيد على دعم شبكة سكاي الكامل لهذه المبادرة”.
وسلطت الرسالة التي بعثت بها شبكة بي بي سي، والتي تدعم أيضا تحرك الاتحاد الأوروبي، الضوء على الضرر المالي الذي ستتكبده جراء قيام تلك القناة بقرصنة محتوى وقنوات الشبكة.
وجاء في الرسالة: “إن توفير قنوات بي بي سي والمحتوى الذي تبثه عبر عملية القرصنة التي تقوم بها محطة beoutQ سيؤثر سلباً على قدرة شركة بي بي سي ستوديوز على ترخيص هذه القنوات للشركاء في جميع أنحاء أوروبا، وكذلك على قدرة شركائنا الأوروبيين على بيع اشتراكات خدمات التلفزيون الخاصة بهم”.
وقال متحدث باسم الـ بي بي سي: “إن مجموعة الـ بي بي سي ملتزمة بمكافحة قرصنة قنواتها ومحتواها في جميع أنحاء العالم، وهي تعمل بنشاط مع شركائها الإعلاميين على محاربة القرصنة في المناطق التي يملك شركاؤنا تراخيص بث حصرية فيها”.
وتُبث الخدمة التي تقدمها beoutQ على مستوى العالم عبر 10 قنوات على شركة الاقمار الصناعية “عربسات” التي تتخذ من السعودية مقراً لها، والتي تعتبر السعودية المساهم الأكبر فيها.
وقد أطلقت هذه القناة العام الماضي، حيث عملت في البداية على قرصنة بث قنوات مجموعة beIN القطرية، التي تمتلك قنوات beIN Sports واستوديوهات “ميراماكس” للإنتاج السينمائي.
أنفقت مجموعة beIN الإعلامية، التي تحظى بـ 55 مليون عميل من عملاء التلفزيون المدفوع على مستوى العالم، مليارات الدولارات لامتلاك حقوق المحتوى بما في ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم ودوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين والدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية.
وأطلقت محطة القرصنة هذه عندما أعلنت المملكة العربية السعودية مقاطعة اقتصادية لقطر. وقد أدى هذا إلى اتهامات واسعة النطاق انكرتها السعودية بأن هذه القناة سلاح إعلامي تستخدمه المملكة في خلافها السياسي مع قطر بهدف إضعاف الاقتصاد القطري.
ويعتبر تحرك الشبكات التلفزيونية البريطانية الخطوة الأحدث لزيادة الضغط على السعودية لاتخاذ إجراءات ضد خدمة القرصنة هذه.
وفي بداية شهر أكتوبر، رفعت مجموعة beIN الإعلامية دعوى قضائية قيمتها مليار دولار ضد السعودية، كما قام الدوري الإنجليزي الممتاز والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتعيين مستشار قانوني في السعودية لمحاولة منع سرقة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بهم.
ولم ترد وزارة الإعلام السعودية على طلب للتعليق على هذا الموضوع.
;