قال البيت الأبيض إنه اطلع على إقرار السعودية بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وإنه سيواصل متابعة التحقيقات، وذلك بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن معلومات أكثر ستتكشف الاثنين، متوعدا السعودية بفرض عقوبات.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد منتصف الليل إنه اطلع على البيان الذي أصدرته السعودية بشأن التحقيق في وفاة خاشقجي، وإنه سيواصل الضغط من أجل تحقيق “العدالة التي تأتي في الوقت المناسب والشفافة والتي تتفق مع الإجراءات الواجبة”.
وأضاف البيت الأبيض أنه سيواصل متابعة التحقيقات الدولية في الحادث عن كثب، وتابع “نشعر بالحزن لسماع تأكيد وفاة السيد خاشقجي، ونقدم أعمق تعازينا لأسرته وخطيبته وأصدقائه”.
كما أشار البيان إلى أن السعودية “اتخذت إجراءات ضد المشتبه بهم الذين حددتهم حتى الآن”.
وذكرت شبكة “سي إن إن” أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أطلع ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون على فحوى مكالمة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أطلعه فيها على بيان المملكة بشأن وفاة خاشقجي.
ويأتي ذلك بعد إعلان النائب العام السعودي أن التحقيقات الأولية كشفت عن وفاة خاشقجي بسبب شجار واشتباك بالأيدي مع أشخاص آخرين في القنصلية السعودية بإسطنبول، وأنه تم إيقاف 18 شخصا للتحقيق.
بدوره، انتقد السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام هذه الرواية، وقال على تويتر “أقل ما يمكن أن أقوله هو إنني متشكك في الرواية السعودية الجديدة”.
وفي وقت سابق، قال ترامب للصحفيين في سكوتسديل بأريزونا “نحن نقوم بالتحقيقات الآن، لدينا كثير من الأشخاص يعملون على ذلك، كما أن هناك دولا أخرى تعمل على هذا، وأنتم كذلك ستشاركون في هذا العمل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة”.
وأكد ترامب أنه سيشرك الكونغرس في تحديد كيفية التعامل مع قضية خاشقجي، مضيفا “سأصغي جيدا لما سيقوله الكونغرس. لديهم موقف قوي بهذا الشأن أيضا”.
وأوضح الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة قد تدرس فرض عقوبات على السعودية إذا ثبت ضلوعها في مقتل الصحفي بقنصليتها، وكشف أنه سيعرف “الكثير” حول القضية بحلول يوم الاثنين المقبل.
|
|
|
|
وفي لقاء مع صحيفة “نيويورك تايمز“، قال ترامب إنه يثق في التقارير الاستخبارية المتعددة المصادر التي تشير بقوة إلى ضلوع سعودي على مستوى عال في اغتيال خاشقجي، مضيفا أن الادعاءات بأن محمد بن سلمان هو من أمر بقتله تثير تساؤلات عميقة عن مصير التحالف السعودي الأميركي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أن ترامب بدأ ينأى بنفسه عن بن سلمان، وأنه أصبح يستخدم عبارة “لا أكاد أعرفه” عند الحديث عنه، كما بدأ ترامب يقلّل من أهمية العلاقة التي نسجها صهره ومستشاره جاريد كوشنر مع الأمير.
ويقترب موقف إدارة ترامب من مواقف مشرعين جمهوريين وديمقراطيين تجاه السعودية بشأن ملف خاشقجي، مع تلويح ترامب بالعقوبات على السعودية واتخاذه قرارا بعدم مشاركة وزير الخزانة في مؤتمر الاستثمار بالرياض، وذلك بعد اتساع الفجوة بين الطرفين وتعرض ترامب لضغوط من الكونغرس والإعلام لاتخاذ موقف من الرياض.
ومن جهته، قال بومبيو -في تصريح إذاعي- إن لدى بلاده طيفا واسعا من الإجراءات ضد السعودية إن ثبت أنها ضالعة في مقتل خاشقجي، مضيفا “لكنني أعتقد أن المهم أن يتم كشف الوقائع”.
المصدر : الجزيرة + وكالات
