سدرة للطب يعلن نجاح أول جراحة من نوعها لفصل توأم ملتصق في قطر

554 views Leave a comment
سدرة للطب يعلن نجاح أول جراحة من نوعها لفصل توأم ملتصق في قطر
 أعلن فريق متخصص من أطباء مركز سدرة للطب، نجاح العملية الجراحية التي أجراها مؤخرا لفصل توأم ملتصق في الكبد. 
وكشف الفريق الطبي في مؤتمر صحفي عقده اليوم تفاصيل هذه العملية التي وصفها بالمعقدة والاستثنائية، لا سيما وأنه لم يمض على افتتاح مركز سدرة وقت طويل.
وأوضح أن التوأم لأبوين من جمهورية مالي، وأن حالة الالتصاق التي كانا يعانيان منها في الكبد، تعد من أخطر أنواع الالتصاق، نظراً لاحتياج كل طفل للاستفادة الكاملة من وظائف كبده دون مشاركة مع أحد، فضلاً عن أن هذه النوعية من التوائم الملتصقة تعاني من تشوهات إضافية، ونسبة كبيرة منهم يموتون قبل أن يولدوا، لافتا إلى أن حالات الالتصاق من الكبد والبطن من أكثر الحالات تعقيداً وأصعبها فصلاً.
ونوه الفريق الى أن والدة التوأم قد خضعت لفحوصات خلال أسبوعها التاسع والعشرين من الحمل في مؤسسة حمد الطبية أثناء زيارة الأسرة لدولة قطر، حيث أكدت الفحوصات حالة التصاق التوأم وإمكانية الفصل، ومن ثم تشكل فريق متعدد التخصصات من مؤسسة حمد الطبية ومركز سدرة للطب لإجراء عملية الولادة وإجراء جراحة فصل التوأم الملتصق لأول مرة في قطر.
وذكر أنه فور الولادة، أحالت مؤسسة حمد الطبية التوأمَ لمركز سدرة للطب تحت رعاية فريق طبي متخصص في مجالات طبية دقيقة تألف من أطباء عناية مركزة لحديثي الولادة وممرضات وجراحي أطفال ومساعدين صحيين.
وقاد الفريق الطبي الذي تكون من 10 جراحين وأطباء تخدير، كل من الدكتور منصور علي، رئيس قسم جراحة الأطفال، والدكتور عبدالله زروق، رئيس قسم جراحة الصدر والجراحة العامة للأطفال، واستمرت الجراحة 9 ساعات من دون عقبات لفصل التوأم البالغ من العمر 4 أشهر وقتها.
وقال الدكتور منصور خلال المؤتمر الصحفي، إن جراحات فصل التوائم تعتبر من أكثر الجراحات المعقدة، مؤكدا أن نجاح مركز سدرة في إجراء هذه العملية مدعاة للفخر وإبرازا لقدرات كوادر المركز الطبية متعددة التخصصات.
ونوه الى أن هذه الجراحة بمثابة شهادة تميز للمستشفى وللقطاع الصحي في دولة قطر ، مبينا أن التوأم “حمد وتميم” يتماثل حاليّاً للشفاء بعد أقل من 10 أيام من الجراحة، وتوقع أن يستردا عافيتهما ويعيشا حياة طبيعية.
من جانبه، قال الدكتور عبدالله زروق إن مركز سدرة للطب يتميز بوجود نخبة من أفضل أطباء الأطفال على مستوى العالم في تخصصات عدة مثل الجراحة والمخ والأعصاب وتجميل الوجه والفكين والمسالك البولية وجراحات الروبوت، إلى جانب تجهيزه بأحدث التقنيات المتطورة التي تساعد الأطباء في التخطيط قبل عمليات الجراحة والولادة وفي تقديم خدمات لم يسبق لها مثيل في المنطقة.
وأشار إلى أن الفريق الطبي ومساعديه قد استعد لجراحة التوأم تماما، حيث أمضى ما يزيد عن 150 طبيباً ومساعداً أكثر من 30 ساعة في محاكاة العملية لتقليل المخاطر والوصول لأفضل نتيجة ممكنة، وذلك باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في صنع مجسّم يحاكي بطن التوأم والكبد من أجل التخطيط المحكم للجراحة.
أما الدكتور عبدالله الكعبي، رئيس الإدارة الطبية في مركز سدرة للطب، فأكد في كلمته في مستهل المؤتمر الصحفي أن نجاح هذه العملية سيشجع المركز للاستمرار في تقديم أفضل رعاية ممكنة للأطفال والنساء في قطر، وذلك في صرح طبي مبتكر وعصري مصمم خصيصاً للشفاء ، كما يقدم نجاح الجراحة دليلاً عملياً قاطعاً على حسن استثمار دولة قطر في الخدمات الطبية وفي العنصر البشري وفي التكنولوجيا، مؤكدا أن مركز سدرة للطب أصبح من أبرز الجهات الطبية التنافسية المتخصصة في علاج أمراض الأطفال المعقدة بالمنطقة.
وقال إن هذا اليوم هو يوم فخر لفريق جراحة العملية ولمركز سدرة للطب ولقطاع الرعاية الصحية في قطر، مضيفا أن هذه الجراحة التي احتفى الجميع بنجاحها اليوم، دلالة واضحة على رسالة المركز الرامية إلى تقديم رعاية صحية فائقة للنساء والأطفال في صرح طبي مبتكر، مزود بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، لا سيما المرافق المخصصة للاستشفاء.
وأكد الكعبي أن نجاح مركز سدرة للطب في إجراء هذه الجراحة يعني توفيره بديلا طبياً جديداً للأطفال المصابين بأمراض معقدة بعد أن عانوا في السابق من قلة الجهات المتخصصة في المنطقة التي تقدّم العلاج الناجع والرعاية المميزة لحالاتهم.
كما ذكر الكعبي في تصريح للصحفيين أن نجاح العملية يؤكد أن مركز سدرة للطب يوفر علاجا متقدما لكل أنواع الجراحات لا سيما المعقدة منها للأطفال في القلب والرأس والجمجمة والمسالك البولية ومنها تأهيل المثانة للأطفال، مشيرا في هذا الصدد إلى أن إحدى المؤسسات الطبية الأمريكية حولت أحد مرضاها لإجراء عملية في المثانة بمركز سدرة للطب، كاشفا عن أن المركز استقبل منذ افتتاحه في أقل من عام 50 حالة مرضية معقدة لأطفال من المنطقة وأمريكا وأوروبا.
وتحدث في المؤتمر الصحفي كذلك والد التوأم شارحا محاولاتهما العديدة في البحث عن مستشفيات دولية لإجراء الجراحة بعد أن علما بحالة التصاق التوأم في الشهر السادس من الحمل بهما.
وتوجه بخالص الشكر والامتنان لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا، لما لقيه التوأم ووالدتهما من رعاية صحية إنسانية فائقة، لا تتوفر في دول أخرى، مؤكدا أن قطر تقدم دائما الجوانب الإنسانية على المادية، لذلك لم يخب أمله ورجاؤه فيها عندما قدم في زيارة لها.
كما شكر مؤسسة حمد الطبية ومركز سدرة للطب على جهودهما المضنية للحفاظ على حياة التوأم، مشيدا بما يتمتعان به من كوادر طبية متخصصة مؤهلة ومتميزة وأجهزة حديثة متطورة في شتى التخصصات.
من جهته، أشاد سعادة السيد الشيخ أحمد تيجاني سفير جمهورية مالي لدى الدولة، بالعلاقات المتميزة بين بلاده ودولة قطر، وما تتسم به من تطور وثقة متبادلة.
وأكد أن الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لجمهورية مالي في ديسمبر الماضي، كانت ناجحة للغاية وحققت أهدافها وتم خلالها توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
كما نوه بجهود صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في تعليم أبناء مالي في إطار مؤسسة التعليم فوق الجميع.
وأثنى على الجهود المتميزة التي بذلها الفريق الطبي المتخصص في إجراء عملية فصل التوأم، داعيا الفريق لزيارة مالي وتقديم خبرته وتجربته للمستشفى الوطني هناك وإقامة شراكة بينه ومركز سدرة للطب.
وأكد عدد من الاختصاصيين في مجالات حديثي الولادة والتخدير وأشعة التصوير الجسدي بمركز سدرة للطب في تصريحات صحفية، أن النجاح الذي تحقق بفصل التوأم الملتصق لم يكن ليحدث دون الرعاية الفائقة التي وفرها الأطباء والممرضات والمساعدون الصحيون للتوأم على مدار أسابيع عدة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، ونوهوا الى أن هذه النتيجة المبهرة تحققت بفضل التخطيط المحكم والتوقع والاستعداد لأي مضاعفات، لا سيما وأن الفريق الطبي المعني قد تدرب على ذلك خلال جلسات المحاكاة، فضلا عن درجة التفاهم بين فرق الجراحة والتخدير والتمريض، وأوجد روحا تعاونية مذهلة بين أعضاء الفريق.
كما جرى استعراض الدور الذي قام به فريق الأشعة خلال جميع مراحل العملية، وكذلك فريق التجميل الذي أجرى جراحتين خلال عملية فصل التصاق التوأم، وذلك لجراحة توسيع الأنسجة، حيث تم إدخال بالونات السيليكون تحت جلد وعضلات جدار البطن للطفلين، بهدف تمديد جدار البطن تدريجياً على مدار شهرين، بحيث يكون هناك عند فصل الطفلين خلال العملية، جلد وعضلات كافية لإعادة إصلاحها، وإغلاق أماكن الفتح بشكل ملائم، علما أن نسبة حالات التصاق التوائم على مستوى العالم تقدر بحالة واحدة بين كل 200 ألف مولود.
يذكر أن مركز سدرة للطب هو أول مستشفى قطري متخصص في تقديم الرعاية الصحية للنساء والأطفال من قطر والعالم، وهو مركز طبي خاص تأسَّس من أجل خدمة الصالح العام.
ويتبنى المركز، الذي أنشأته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أفضل الممارسات المتبعة في مجالات التعليم الطبي، وبحوث الطب الحيوي والبحوث السريرية، والرعاية الصحية الفائقة للمريض وعائلته، ما يجعل المركز إحدى المؤسسات الصحية القليلة في العالم التي تتبنى مفهوم الطب الشخصي في فلسفته المتعلقة بالعلاج والرعاية.
ويقدم مركز سدرة للطب خدمات رعاية صحية متخصصة وشاملة للأطفال واليافعين في قطر، إلى جانب الرعاية الصحية المتعلقة بطب النساء والأمومة. وتشمل تخصصات الأطفال الفريدة في المركز أمراض القلب والجهاز العصبي والمسالك البولية وجراحة الوجه والجمجمة، وغيرها. كما يقدم العلاج والرعاية للنساء الحوامل اللائي تعاني أجنتهن من مضاعفات صحية.

;