وقالت خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى قطر وألمانيا للأعمال والاستثمار: «إن استثماراتكم في ألمانيا مرحب بها، وستجدون في ألمانيا شركاء متمكنين، وظروفاً اقتصادية وتنظيمية ملائمة».
وأضافت المستشارة الألمانية: «العلاقات الاقتصادية بين البلدين لا تسير في اتجاه واحد، إذ تقدم قطر إمكانات مهمة للشركات الألمانية، التي تتميز بخبارتها الدولية الطويلة، وهذا شرط أساسي للتوسع في قطاع البنية التحتية، والقطاع الصناعي في قطر، خاصة في مجال الطاقة، حيث تكمن فرص مهمة لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية، إذ تعتبر قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، وتخطط لتوسيع إمكاناتها الإنتاجية في السنوات المقبلة».
الغاز
ولفتت إلى أن شبكة الغاز الألمانية مرتبطة بمحطات التوريد لجيران ألمانيا، مثل هولندا وبلجيكا وبولندا، وقالت: «لكننا نعمل كذلك على تقوية وتنويع الشبكة الوطنية الخاصة بنا، وهناك إرهاصات لمشاريع خاصة لبناء محطات توريد غاز ألمانية. نحن نتخذ قرارات توريد الخاص بحسب العناصر الاقتصادية، ولذلك فإن قطر يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في هذا السياق».
وأشارت ميركل إلى وجود فرص كثيرة كامنة لتعزيز وتوسيع العلاقات الاقتصادية بين الدوحة وبرلين، وقالت: «يتعين علينا أن نستغل هذه الفرص، خاصة بالنظر إلى الوضع المتوتر في منطقة الخليج، والذي يؤثر سلباً على العلاقات التجارية بين دول الخليج. نحن نأسف على هذه الأزمة، ألمانيا ليست طرفاً في النزاع، ولكننا ندعم جميع المساهمات البناءة لتسوية النزاعات، منها الجهود السابقة للكويت. وفي منظورنا، نحن بحاجة إلى بنية أمنية قوية في الخليج يعتمد عليها من أجل حل النزاعات وتفاديها في المستقل، وتبرز الأزمة الحالية أهمية وجود مجلس تعاون خليجي قادر على العمل بدون قيود، فالأمن والاستقرار شرطان لا غنى عنهما، من أجل الازدهار الاقتصادي. في الواقع، ألمانيا مهتمة بتعميق التعاون الاقتصادي مع قطر، وهو ما يعكسه الصدي الكبير الذي يتمتع به هذا المنتدى».
وأكدت المستشارة الألمانية على أن المنتدى يشكل إطاراً متميزاً، من أجل مزيد انعاش الشراكة بين قطر وألمانيا، وزيادة توثيق العلاقة بينمها، ودراسة مشاريع مشتركة جديدة، وقالت المستشارة الألمانية: «يسعدني أن تقيم دولة قطر منتدى الاقتصاد والاستثمار مجدداً في برلين، وبذلك تبرز قطر الأهمية التي توليها للتعاون مع ألمانيا على المستوى الاقتصادي. إن قطر وإن كانت صغيرة جغرافياً، إلا أنها كبيرة اقتصادياً، فخلال زيارتي في العام 2010 تمكنت من أخذ صورة بنفسي عن الاقتصاد الذي يشهد نمواً مستمراً. بالإضافة إلى ذلك، وخلال زيارتي للمتحف الإسلامي بالدوحة، تمكنت من الاطلاع على الثراء الثقافي في البلاد، ومنذ إعلان الاستقلال عام 1971، تطورت دولة قطر لتصبح من أكثر الدول ثراءً في العالم، ولذلك فإن العلاقات الاقتصادية بين بلدينا تنامت هي الأخرى مع الوقت».
شراكة
وأوضحت المستشارة الألمانية أن ألمانيا تعتبر أهم شريك اقتصادي وتجاري للدوحة، بعد الولايات المتحدة والصين، كما أن قطر تعتبر من بين أهم الشركاء الاقتصاديين لألمانيا في منطقة الخليج، ويبلغ حجم التجارة الثنائية بيننا ما يفوق الـ 2.5 مليار يورو. واستدركت قائلة: «لكننا لا نهتم فقط بالعلاقات التجارية الجيدة، إذ يسعدني أن يتزايد اهتمام قطر بالاستثمار في ألمانيا كموقع اقتصادي، وأعتقد أن هذا الاهتمام ليس بمحض المصادفة، حيث تعتبر ألمانيا من بين أبرز الوجهات الاستثمارية الموثوقة في العالم».
«المشاريع والإرث» تشارك في المنتدى
تشارك اللجنة العليا للمشاريع والإرث في منتدى قطر وألمانيا للأعمال والاستثمار بوفد برئاسة سعادة السيد حسن عبدالله الذوادي الأمين العام، ويضم الوفد علي الأصمخ، ومحمد الحمادي، وعدداً من المسؤولين. وتهدف المشاركة إلى بحث الفرص الاستثمارية مع القطاع الخاص الألماني، وإمكانية التعاون في ما يتعلق بمشاريع كأس العالم قطر 2022.
وحظي الجناح بإقبال كبير من المشاركين في المنتدى، حيث أبدوا إعجابهم بملاعب المونديال وجاهزية قطر لاستضافة هذا الحدث الكبير.
وتضمّن الجناح مجسمات للملاعب التي ستُقام عليها مباريات مونديال قطر 2022، مثل ملعب الريان، وملعب البيت بالخور، وملعب الثمامة، وملعب خليفة الدولي، وملعب المدينة التعليمية، وملعب الوكرة. وظهرت الملاعب بصورة باهرة، خاصة أنها مصممة على أحدث المواصفات والمعايير على مستوى العالم، وفق أفضل النظم والتكنولوجيا المستخدمة في أكبر وأهم الملاعب على مستوى العالم.;