“ليلة صيف رحبانية” بامتياز في مهرجانات بيبلوس الدولية

1265 ‎مشاهدات Leave a comment

في زمن تكدره الضبابية والشكوك، تلالات نجوم “ليلة صيف رحبانية” في سماء مدينة جبيل الساحلية (شمال بيروت) متوهجة ثابتة منيرة درب وطن يحلم ان يسير عليه كثيرون.

وقد حدد غدي الرحباني منذ البداية من على خشبة مسرح مهرجانات بيبلوس الدولية مساء الاربعاء بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزراء وفعاليات سياسية، حدود الوطن الذي رسمته المدرسة الرحبانية “التي طلعت من الفقر ورفضت الظلم”. ووجه تحية الى عاصي ومنصور الرحباني والى فيروز.

كوكبة من نجوم تخرجوا من المدرسة الرحبانية “العاشقة للحرية”، وحدت حناجرها الملتهبة التي لم ينجح النسيم الذي هب على جبيل، مدينة الحرف، من اخماد نارها لتعيد الحضور الذي غصت فيه مدرجات المهرجان، الى ذلك الزمن الجميل.

فكان غسان صليبا ورونزا اولا لتكر السبحة مع هبة طوجي وسيمون عبيد وايلي خياط ونادر خوري.

غنوا منفردين، وازواجا وجماعات للوطن الشامخ الذي اراده عاصي ومنصور الرحباني “وطنا لكل الناس”.

غنوا البدايات والحاضر من خلال اغان راسخة في القلب والوجدان تشكل ذاكرة وطن، اعاد توزيعها غدي واسامة الرحباني.

رافقتهم جوقة من عشرين منشدا ومنشدة تألقت هي ايضا برفقة الاوركسترا السمفونية الوطنية الاوكرانية بقيادة المايسترو فلاديمير سيرنكو الذي اضفى حماسة على اداء النجوم فيما عزف اسامة الرحباني على البيانو.

تنقل المؤدون بين الاغاني التي ترتقي بالوطن “لمطرح ما بيوقف الزمان” وتلك التي تتغنى بالحب المستمر “تيبطل الموج يركض وراء الموج في شمس المسافات”.

في مرفأ جبيل الاثري ، غنت رونزا “مراكبنا على المينا” ونادر خوري “هيلا يا واسع” فيما ادى سيمون عبيد “نسم علينا الهوا” الذي لم يبخل ابدا بحضوره خلال الامسية.

وقال غسان صليبا “الميجانا” والحقها ب”زينوا الساحة” لتدب الحماسة في نفوس الحضور.

بعدها عمت لحظة خشوع المكان مع هبة طوجي واغنية “ايماني ساطع يا بحر الليل”. كذلك انشدت المغنية الشابة اغنية كتبها منصور الرحباني قبل وفاته بعنوان “كل يوم بقلك صباح الخير” من تلحين نجله اسامة.

ووفق سيمون عبيد في اداء اغنية “حبيتك وبحبك” الرومنسية.

وخلت خشبت المسرح بعد ذلك لغسان صليبا ليغني الحب مع “غريبين وليل” ومن ثم الثورة بكل حالاتها مع “لمعت ابواق الثورة” ليشعل المسرح برمته مع وقوف الحضور مصفقا ومنشدا معه. فاعاد اداء الاغنية نزولا عند طلب الجمهور. واضفت بعدها رونزا وهبة طوجي جوا خفيفا مرحا مع “حنا السكران” و”كان عنا طاحون”.

وفي ختام الحفلة التي كانت في فصلين واستمرت اكثر من ساعتين، اجتمع النجوم على المسرح لاداء “ميدلي” ضم باقة من الاغاني الوطنية الخالدة مثل “بتتلج الدنيي” و”لبنان الاخضر” و”بقولو صغير بلدي”، وانشدت المجموعة اغنية اضافية نزولا عند طلب الجمهور، كلها من اعمال الرحابنة الذين وضعوا مواصفات الوطن-الحلم الذي ما زال ينتظر من يترجمه واقعا يصبو اليه اللبنانيون.