مفاوضات السلام.. بين النجاح والفشل

1029 ‎مشاهدات Leave a comment

منذ أكثر من عقدين والصراع الفلسطيني الإسرائيلي يبحث عن حل في سلسلة من المفاوضات تأرجحت بين النجاح والفشل دون أن تصل إلى مخرج واضح.
في بداية التسعينيات، بدأ الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي التفاوض بناء على أساس القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام، من خلال محادثات سياسية اعتبرت تاريخية، في عملية التسوية السلمية الشاملة بمدريد في أكتوبر 1991.

وكان المؤتمر برعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، إلا أن الفلسطينيين شاركوا فيه من خلال وفد مشترك مع الأردن، بغياب قادة منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت إسرائيل ترفض مشاركتها في المؤتمر.

في 13 سبتمبر عام 1993، وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أوسلو التي شهدت اعترافا متبادلا بين الطرفين، إلى جانب عدد من البنود المهمة، أبرزها إنشاء سلطة حكم ذاتي فلسطينية مؤقتة لمرحلة انتقالية تستغرق 5 سنوات على أن تتوج بتسوية دائمة بناء على القرار رقم 242 والقرار رقم 338.

كما نص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية على مراحل من الضفة الغربية وغزة.

وفي الرابع من مايو عام 1994، وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاق غزة – أريحا.

في 28 سبتمبر من العام التالي، وقع الجانبان اتفاقا تنتقل من خلاله السلطة للفلسطينيين في مدن بيت لحم وجنين ونابلس وقلقيلية ورام الله وطولكرم وأجزاء من الخليل.

ويعد اتفاق “واي ريفر” الذي وقع عليه رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات وبنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في 23 من أكتوبر عام 1998، من أبرز المحطات في تاريخ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، إذ كان يهدف إلى انسحاب إسرائيلي متدرج من 13 في المائة من الضفة الغربية، مقابل إجراءات أمنية فلسطينية.

وفي الرابع من سبتمبر 1999، وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك اتفاقا مع عرفات في مصر لتنفيذ نسخة معدلة من اتفاق “واي ريفر” سميت بواي ريفر الثانية.
وفي 22 يوليو في العام التالي، جمع كلينتون كلا من عرفات وباراك في كامب ديفيد، لمدة أسبوعين كاملين، لكن المفاوضات فشلت.

وكانت أهم النقاط التي اختلف عليها الجانبان وأدت إلى فشل المفاوضات، رغبة الفلسطينيين في العودة إلى خطوط عام 1967 والاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.

يذكر أن فشل محادثات كامب ديفيد أدى إلى استئناف الانتفاضة الفلسطينية.

وفي عام 2003، اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، أريئيل شارون ورئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس لمناقشة خارطة الطريق، في أول اجتماع رفيع المستوى خلال أكثر من عامين.

وكانت لجنة رباعية تضم أميركا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة وضعت خارطة الطريق التي اقترحت طرقا لإنهاء هذا الصراع، إلا أن المحادثات باءت بالفشل.

وعاد عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت لاستئناف المفاوضات رسميا في قاعدة أنابوليس البحرية بماريلاند، في 27 من عام 2007.

يشار إلى أنه لم يتم دعوة حركة حماس التي حكمت قطاع غزة بعد فوزها بالانتخابات البرلمانية، للمشاركة في مؤتمر أنابوليس، ما دفعها للإعلان عن عدم التزامها بأي اتفاق يتم التوصل إليه.

وفي الثاني من سبتمبر عام 2010، أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما المفاوضات المباشرة في قمة بالبيت الأبيض مع عباس ونتنياهو، لكن في الشهر ذاته تم انتهاء تجميد جزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، ما أدى الى انهيار المفاوضات المباشرة.

وفي عام 2013، عاد الطرفان إلى طاولة المفاوضات برعاية الولايات المتحدة، إذ أعلنت الخارجية الأميركية أن الطرفين اتفقا على إجراء محادثات مباشرة في واشنطن يوم 29 و 30 يوليو.

وعينت الولايات المتحدة سفيرها السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، مفاوضا رئيسيا في مباحثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

المصدر:وكالات