نواعم المدرجات .. مغربيات في الملاعب رغم المضايقات

774 ‎مشاهدات Leave a comment
نواعم المدرجات .. مغربيات في الملاعب رغم المضايقات

طيلة الشوط الأول من مباراة جمعت فريقي وداد فاس والرجاء البيضاوي نهاية الأسبوع المنصرم، سرت فرحة الانتصار بين مشجعي ومشجعات الفريق الأخضر ممن تجشموا عناء التنقل قرابة 340 كيلومترا قادمين من الدار البيضاء.

أغان حماسية وهتافات مشجعة هزت جنبات المركب الرياضي، لم تتوان معها الشابة جيهان الهاشمي عن مجاراة “ألتراس” الرجاء البيضاوي وترديد الشعارات بحماس أنثوي ومحبة ناعمة، وهي التي تعد حبها لفريقها المفضل فطريا زرعته فيها والدتها منذ الصغر.

حضور نسوي لافت لتشجيع فريق الوداد البيضاوي (الجزيرة نت)

علاقة جيهان ذات الـ29 ربيعا بالرجاء البيضاوي تعدت علاقة مشجعة بفريقها المفضل إلى ما عدته “فلسفة حياة”، “إنها علاقة نفسية معقدة ارتبطت أواصرها بتحسن المزاج خاصة في حال فوز الفريق، لأنه نقطة الضوء وسط العتمة”، وفق تعبير المتحدثة.

انتهى شوطا المباراة بين الفريق الفاسي والبيضاوي بالتعادل بهدف لكل فريق، مما أعاد النتيجة لنقطة البداية، وجعل مشاعر الاضطراب تتملك جيهان بعد انطلاقة الأشواط الإضافية في نصف نهائي كأس العرش لكرة القدم.

لم تتمالك المشجعة الشابة نفسها، لتدخل في نوبة بكاء طويلة توقفت بانتهاء الضربات الترجيحية لفائدة وداد فاس.

تقول جيهان الهاشمي “مرارة الإقصاء لا يمكن وصفها، إنها أسوأ مباراة وذكرى خلال السنوات الأخيرة، وعزائي الوحيد أن يفوز الرجاء بكأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم”.

منذ 30 سنة خلت، كانت خيرة تنتظر نهاية الأسبوع بشوق كبير، لا لتذهب وهي لم تتجاوز الثالثة من عمرها لحديقة الحيوانات أو الملاهي كسائر الأطفال، بل لترافق والدها المولع بفريق الوداد لملعب محمد الخامس بالدار البيضاء.

“أحس بنقص كبير إن لم أشاهد مباراة لفريقي المفضل خلال نهاية الأسبوع”، تقول خيرة خيامي للجزيرة نت متابعة “مباريات الفريق بمثابة جرعات السعادة التي نعيش تحت تأثير نشوتها، هو الملاذ من المشاكل التي نعانيها وطريقة لتفريغ الطاقة السلبية”.

فتاة يافعة تتابع مباراة الوداد البيضاوي ونهضة بركان (الجزيرة نت)

بإحدى غرف بيتها بمدينة الدار البيضاء تستعرض خيرة مجموعة من الصور التذكارية لشعار فريق “وداد الأمة”، بالإضافة إلى صور لها داخل المدرجات رفقة والدها وبعده زوجها، فمنذ سنوات طويلة انضمت الشابة المغربية لجمعية “العائلة الودادية” إلى جانب أخريات.

لا تقتصر مهام الجمعية التي تضم موظفين وطلبة على تشجيع الفريق داخل المغرب وخارجه، بل تعدتها إلى الأعمال الخيرية المقامة لفائدة معوزين باسم “الوداد”، ولسان حال محبي الفريق يقول “ودادي ودادي لك حبي وفؤادي”.

“بلاصتك فالكوزينة ماشي هنا” (مكانك في المطبخ وليس هنا)، هكذا كان مجموعة من المشجعين الرجال وإلى عهد قريب يوجهون خطابهم للنساء اللاتي يجلسن قربهم قصد تشجيع فرقهن الكروية المفضلة.

رفض وجود النساء داخل المدرجات التي كانت حكرا على الرجال كان يدفع المشجعين إلى التطير والتشاؤم من وجود النساء وإلصاق أسباب الهزيمة بهن، غير أن خيرة خيامي ترى أن الوضع تغير اليوم وباتت النساء أكثر حضورا وأعمق حبا للفرق.

“لا تسلم المشجعات من التحرش خاصة إن لم تحترمن الملعب”، وفق تعبير خيرة خيامي، موضحة أن على المشجعة ارتداء ملابس رياضية لائقة ومحترمة اتقاء للمشاكل، فهدف النساء القادمات للمدرجات الاستمتاع بالفرجة الكروية وليس لفت الانتباه، وهو الرأي الذي شاطرته معها جيهان الهاشمي.

ولعل أكثر ما يؤرق المشجعات غياب حمامات نسائية لائقة داخل الملاعب، وحتى إن وجدت فإنها تفتقر للنظافة والأمن، حيث يضطر شباب إلى حراسة الفتيات إلى حين مغادرتهن خوفا من تعرضهن لأي اعتداء من طرف غرباء.