صاحب السمو: تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية واستمرار الاستيطان ينذران بعواقب جسيمة

645 ‎مشاهدات Leave a comment
صاحب السمو: تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية واستمرار الاستيطان ينذران بعواقب جسيمة
قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى خلال خطابه في المناقشة العامة للدورة الـ 73 للأمم المتحدة:
السيدة الرئيسة
لم يتم إحراز تقدم يذكر في قضايا الشرق الأوسط العالقة، وخصوصاً قضية فلسطين، آخر قضية استعمارية في عالمنا.
لقد قدمت العملية السياسية التي بدأت قبل ربع قرن نموذجاً للخروج عن مرجعية الأمم المتحدة إلى أطر خارجها، تصور البعض أنها أفضل أو أسرع في إنهائها وإيجاد حلول لها، وقد دعمتها الدول العربية انسجاماً مع احترام القرار الفلسطيني، لكن النتيجة كـانت المزيد مـن التعثر والتعقيد.
وها نحن نشهد محاولات لتصفية قضية فلسطين بتصفية قضايا الحل الدائم، مثل القدس، واللاجئين، والسيادة، والحدود.
إن القضايا الوطنية العادلة لا تحل بإخضاعها لموازين القوى بين المحتل والواقع تحت الاحتلال، بل تحل بموجب مبادئ مثل حق تقرير المصير، وعدم جواز ضم أراضي الغير بالقوة، والتي أصبحت جزءاً من الشرعية الدولية.
إن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ولا سيما الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، والحصار الخانق الذي يعانيه، واستمرار الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الغربية، ينذران بعواقب جسيمة، ويلقيان على عاتق مجلس الأمن مسؤولية تاريخية. إننا نؤكد على أهمية المفاوضات واستئناف مساراتها، إلا أن ذلك يتطلب الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها مبدأ حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، على أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية القدس الشرقية على حدود 1967، كما لا يمكن حل الصراع العربي الاسرائيلي دون حل عادل ودائم لقضية فلسطين.
ونحن متمسكون بهذا الموقف الذي يتفق مع الشرعية الدولية، والذي يمليه علينا الضمير الإنساني. ولكن إسرائيل ترفض هذه التسوية العادلة.
إن دولة قطر لن تألو جهداً في تقديم مختلف أشكال الدعم المادي والسياسي للشعب الفلسطيني الشقيق، ومواصلة العمل مع كافة الأطراف الدولية الفاعلة في عملية السلام في الشرق الأوسط، لتذليل الصعوبات التي تعترض استئناف مفاوضات السلام مجدداً، وفق المرجعيات وقرارات الشرعية الدولية.

سوريا.. عدم ردع النظام
عن ارتكاب الجرائم فرّغ أحكام القانون الدولي من أي معنى

قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال خطابه في المناقشة العامة للدورة الـ 73 للأمم المتحدة:
السيدة الرئيسة،
بعد مرور أكثر من سبع سنوات، ما زال المجتمع الدولي يقف عاجزاً عن إيجاد حل للأزمة السورية المتفاقمة بكل أبعادها وإفرازاتها الخطيرة. وإضافة إلى المآسي التي يعيشها الشعب السوري، يساوره قلق وإحباط من أن تصبح جرائم الإبادة والتهجير الجماعي والموت بالجملة في السجون تحت التعذيب ممارسات مألوفة يمكن أن يتعود عليها المجتمع الدولي.
إن عدم ردع النظام السوري عن ارتكاب الجرائم، عبر الحرب التي يشنها على شعبه من جهة، وعدم محاسبته عليها بعد اقترافها من جهة أخرى، يفرّغ أحكام القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان من أي معنى.
وستكون لذلك آثار وخيمة على القيم السائدة في عالمنا، برفعها السقف المتاح لاستخدام العنف في قمع تطلعات الشعوب، والدوس على حقوق المواطن والإنسان في منطقتنا.
إننا أمام كارثة إنسانية وأخلاقية وقانونية، توجب على المجتمع الدولي الإسراع في التوصل إلى حل سياسي يحقن دماء السوريين، ويلبي تطلعاتهم للعدالة والحرية، ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها، ويحقق الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة، وفقاً لبيان جنيف (1) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. إننا نؤكد على ضرورة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين.

اليمن.. الاتفاق مع الأمم المتحدة
على محاربة مرض الكوليرا هناك

قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال خطابه في المناقشة العامة للدورة الـ 73 للأمم المتحدة: وفي الشأن اليمني، نؤكد موقف دولة قطر الثابت الحريص على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، وندعو جميع الأطراف اليمنية إلى المصالحة الوطنية لإنهاء الصراع، على أساس قرار مجلس الأمن (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. وإنني من هذا المنبر، أناشد الدول الفاعلة في المجتمع الدولي مساعدة الشعب اليمني الشقيق لتجاوز هذه الظروف التي نأمل أن تنتهي قريباً، والعمل على اتخاذ كافة التدابير لمعالجة الوضع الإنساني الخطير، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في اليمن. وفي هذه المناسبة، أعلن عن اتفاق قطر مع الأمم المتحدة على محاربة مرض الكوليرا في اليمن، بدعم مشاريع ذات علاقة بمكافحة أسباب المرض ووقف انتشاره، وندعو دولاً أخرى للانضمام إلينا في دعم هذا الجهد الحيوي.

العراق.. حريصون على دعم إعادة الإعمار والتنمية

قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في المناقشة العامة للدورة الـ 73 للأمم المتحدة:
وفي العراق الشقيق نعرب مجدداً عن تقديرنا لجهود الحكومة العراقية في إعادة الاستقرار، وتحقيق المصالحة الوطنية، بتضافر كل الأطراف السياسية، وكل مكونات المجتمع العراقي، ونثمن نجاحات وتضحيات الشعب العراقي في الحرب ضد الإرهاب والتطرف بأشكاله كافة.
ونؤكد حرصنا على دعم العراق الشقيق في عملية إعادة الإعمار والتنمية، ومساندة كل جهد يسعى إلى ضمان وحدته وسيادته وتعزيز أمنه واستقـراره.

ليبيا.. نتطلع إلى استعادة الأمن والاستقرار رغم التحديات

قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في المناقشة العامة للدورة الـ 73 للأمم المتحدة:
أما بشأن الأزمة الليبية التي شهدت مؤخراً تطورات تضع أمن هذا البلد ووحدة أراضيه على المحك، فإننا نتطلع إلى استعادة الأمن والاستقرار رغم التحديات الجسيمة التي يواجهها الأشقاء الليبيون، ونشير إلى أن التدخل الأجنبي في الشأن الليبي يزيد من تعقيد الأزمة، ويحول دون الوصول إلى التوافق الوطني الذي يسعى إليه الأشقاء الليبيون، ويتعارض مع قرارات مجلس الأمن، ونؤكد مجدداً على دعمنا لاتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر 2015، وكافة مخرجاته.
وندعو كافة الأشقاء الليبيين لإعلاء المصلحة الوطنية، والتمسك بالحوار دون إقصاء لأي من مكونات المجتمع الليبي، وصولاً إلى التسوية السياسية الشاملة التي تحفظ لليبيا سيادتها ووحدة أراضيها، وتحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقـرار.;