الكوكب الأزرق يسطع في السماء مساء الجمعة

أعلنت دار التقويم القطري أنه بمشيئة الله تعالى سوف يسطع الكوكب الأزرق (كوكب نبتون) في سماء قطر ودول المنطقة العربية مساء الجمعة 27 من شهر ذو الحجة 1439هـ، الموافق 7 من سبتمبر 2018م؛ حيث سيكون نبتون في وضع التقابل مع الشمس في السماء، وذلك عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت الدوحة المحلي.

وذكر الدكتور بشير مرزوق (الخبير الفلكي بدار التقويم القطري) أن ظاهرة تقابل كوكب نبتون مع الشمس تعتبر فرصة جيدة لرصد كوكب نبتون من على سطح الأرض بالأجهزة الفلكية أطول فترة خلال العام؛ وذلك لأن كوكب نبتون سيكون مرئيًا طوال الليل تقريبًا، إضافة إلى أن كوكب نبتون من الكواكب التي يصعب رصدها في أغلب الأوقات، وتكْمُن أهمية تلك الظاهرة في كونها الوقت المناسب لرصد ودراسة تفاصيل كوكب نبتون من على سطح الأرض؛ حيث إنه سيكون في أقرب نقطة له من الأرض مما يجعله أكثر لمعانًا وأكبر حجمًا من الأيام العادية، إضافة إلى أنه في هذا الوضع يسهُل على المتخصصين الحصول على صور لكوكب نبتون؛ وذلك لأن كوكب نبتون خلال ظاهرة التقابل سيكون على مسافة أقرب إلى كوكب الأرض من الأوقات الأخرى.

وخلال ظاهرة تقابل نبتون مع الشمس سيكون مركز كل من الأجرام السماوية الثلاثة (نبتون والأرض والشمس) على خط استقامة واحد، مع تمركز الأرض في المنتصف، ويكون نبتون في الجهة المقابلة للشمس تمامًا، وسوف يكون نبتون في هذا اليوم عند أبعد نقطة في مداره من الشمس؛ علمًا بأن كوكب نبتون سيكون على مسافة قدرها 28.93 وحدة فلكية من مركز الشمس، والوحدة الفلكية تساوي 149.6 مليون كيلومترتقريبًا.

وأضاف د. بشير مرزوق أنه يُمكن لسكان دول المنطقة العربية بمن فيهم سكان دولة قطر رصد وتتبع حركة كوكب نبتون؛ علمًا بأنه سيبدأ في التحرك من أعلى الأفق الشرقي لسماء كل منطقة من وقت غروب الشمس مساء الجمعة وحتى فجر السبت؛ علمًا بأن كوكب نبتون سيشرق على سماء قطر عند الساعة الخامسة وثمانية عشرة  دقيقة مساء الجمعة بتوقيت الدوحة المحلي، ثم  يستمر نبتون في حركته حتى يصل إلى أقصى ارتفاع له في سماء قطرعند الساعة الحادية عشرة والدقيقة الثانية والثلاثين مساء بتوقيت الدوحة المحلي؛ وسيكون حينها على ارتفاع قدره 57 درجة قوسية أعلى الأفق الجنوبي، ثم يستمر في حركته باتجاه الأفق الغربي ليغرب قبيل موعد شروق شمس السبت عند الساعة الخامسة من صباح السبت. 

ويعتبر نبتون أول كوكب يتم اكتشافه عن طريق المعادلات الرياضية بدلاً من الأرصاد الفلكية المنتظمة، وكان ذلك في سبتمبر 1846م؛ حيث إن التغيُّرات غير المتوقعة في مدار كوكب أورانوس قادت الفلكيين إلى معرفة أن هذا الاضطراب الجذبي ناتج عن كوكب مجهول يقع خلف أورانوس، وتم رصد الكوكب على بُعد درجة واحدة من المكان المتوقع من خلال المعادلات الرياضية. ويدور حول نبتون 13 قمرًا، أحـدها قمر ترايتون الذي يُعدُّ أكبر أقمار نبتون، وهو أيضًا أبرد جسم في المجموعة الشمسية؛ حيث تبلغ حرارته (-230) درجة مئوية.;