إحياء ذكرى ضحايا الإرهاب.. واجب أخلاقي

792 ‎مشاهدات Leave a comment
إحياء ذكرى ضحايا الإرهاب.. واجب أخلاقي
يحتفل العالم -اليوم- للمرة الأولى، باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب، وذلك تكريماً لهم، ولدعمهم والنهوض بحقوقهم الإنسانية وحرياتهم الأساسية وحمايتها.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قررت في 21 ديسمبر الماضي، اعتبار يوم 21 أغسطس من كل عام يوماً دولياً لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم، وأكدت المنظمة الدولية أن تعزيز وحماية حقوق الإنسان وسيادة القانون على المستويين الوطني والدولي أمران ضروريان للوقاية من الإرهاب ومكافحته.
ويعد الإرهاب ظاهرة وقضية من أصعب وأخطر القضايا المعاصرة، ويشكل تهديداً كبيراً للسلام والأمن الدوليين على امتداد الكرة الأرضية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.
فمن طاجاكستان إلى المملكة المتحدة ومن بغداد إلى برشلونة، ومن نيبال إلى نيويورك، ومن باريس إلى بيرو، أصابت الهجمات الإرهابية مختلف الشعوب والأعراق والجنسيات، وصدمت الضمائر الحية بمشاهد وحكايات هزَّت الوجدان في كل الدول والقارات، وما من بلد يمكن أن يعتبر نفسه بمأمن من هذا الخطر، إذ إن الهجمات الإرهابية، خاصة في السنوات الأخيرة، طالت مواطنين ومدنيين أبرياء من كل الجنسيات في العالم تقريباً.
وعلى الرغم من تضرر كثير من البلدان من الإرهاب، فإن أعداد الضحايا تتركز إلى حد كبير في عدد قليل من الدول. ففي عام 2017 وحده كان ما يقرب من ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن الإرهاب في خمسة بلدان وحسب، هي أفغانستان والعراق ونيجيريا والصومال وسوريا.
غير أن هناك ما يشبه الاتفاق على أن الإرهاب عموماً هو استراتيجية تقوم على استخدام العنف العشوائي ضد المدنيين من أجل تحقيق أهداف سياسية محددة. وغالباً ما تستخدم هذه الاستراتيجية في صراعات القوة غير المتكافئة عندما يقاتل شخص أو جماعة ضد دولة قوية، بهدف بث ونشر الخوف والرعب لدى السكان المستهدفين.
وفي كلمة له بهذه المناسبة أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الاحتفال باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم يذكرنا بضرورة التوقف للحظات والإنصات إلى ضحايا الإرهاب والناجين منه، وإعلاء أصواتهم والاعتراف بما للإرهاب من أثر وخيم على حياتهم.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن دعم الضحايا وأفراد أسرهم واجب أخلاقي، يستند إلى ضرورة تعزيز حقوق الإنسان المكفولة لهم وحمايتها واحترامها.
وقال إن توفير الرعاية للضحايا والناجين وإيصال أصواتهم لأكبر عدد ممكن من الناس يساعد على مواجهة خطاب الكراهية والانقسام الذي يسعى الإرهابيون إلى نشره بين المجتمعات، مؤكداً أن انتشال ضحايا الإرهاب والناجين منه من محنتهم يخفف الأذى العميق الذي يلحقه الإرهابيون بالأفراد والأسر والمجتمعات المحلية.
وبمناسبة الاحتفال الأول بهذا اليوم الدولي، أطلقت البعثات الدائمة لأفغانستان وبلجيكا والعراق ونيجيريا والولايات المتحدة، إلى جانب هيئة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب، معرضاً لوسائط إعلامية متعددة في 17 أغسطس 2018 في قاعة المعارض بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
ويبرز المعرض، الذي افتتحه الأمين العام للأمم المتحدة، أصوات الضحايا والخبراء وقادة المجتمع المدني الذين تأثروا إما بهجوم إرهابي أو عملوا مع ضحاياه.
ويتضمن المعرض الذي يستمر حتى الرابع من سبتمبر 2018 مقابلات وأفلاماً وثائقية تسلط الضوء على التضامن الدولي مع الضحايا. وأكد السيد ميروسلاف لايتشاك رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، عدم ارتباط الإرهاب بأي دولة أو دين أو عرق. وبعد اعتماد الجمعية العامة بالإجماع قراراً حدّثت فيه استراتيجية الأمم المتحدة الدولية لمكافحة الإرهاب التي اعتمدت عام 2006، قال لايتشاك إن الاستراتيجية ليست حلاً دولياً أو سحرياً، لكنها تتيح الفرصة للعمل المشترك وتحدد الأهداف والأولويات والرؤية للمستقبل.
ونظراً لأهمية العمل الجماعي في مواجهة الإرهاب، تؤكد هذه الاستراتيجية على الالتزام الراسخ بتعزيز التعاون الدولي لمنع الإرهاب ومكافحته بجميع أشكاله ومظاهره، أياً كان مرتكبوه وحيثما ارتكب وأياً كانت أغراضه، وتشدد على أهمية تعزيز التعاون الدولي للتصدي للتهديد الذي يشكله الإرهابيون الأجانب، بما في ذلك في مجالات تبادل المعلومات، وأمن الحدود، والتحقيقات، والعمليات القضائية، وتسليم المطلوبين. وقد حثت الجمعية العامة الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية على تكثيف جهودها من أجل تنفيذ الاستراتيجية بطريقة متكاملة ومتوازنة وبجميع جوانبها، مشددة على وجوب اتخاذ المجتمع الدولي للخطوات اللازمة لتعزيز التعاون من أجل منع الإرهاب ومكافحته بطريقة حازمة وموحدة ومنسقة تشمل الجميع وتتسم بالشفافية.;