كيف أصبحت “سلة غذاء” الشرق الأوسط مزرعة للقنب؟

553 ‎مشاهدات Leave a comment
كيف أصبحت “سلة غذاء” الشرق الأوسط  مزرعة للقنب؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — عادة ما يكون الحشيش غير قانوني في معظم البلاد، ولكن ما بالك إن كان قيد التشريع في أحد الدول الواقعة في قلب الشرق الأوسط؟

وفي الماضي كانت تعتبر لبنان “سلة غذاء” الشرق الأوسط، جنباً إلى جنب كونها اليوم موطناً لبعض المجموعات السياسية الأكثر محافظة وإثارة للجدل في المنطقة، وحتى العالم.

أما اليوم، وفي ضوء توصية مجموعة الاستشارات الدولية “ماكنزي”، التي كانت جزءاً من خطة تطوير أوسع، يستعد البرلمان اللبناني لتشريع زراعة نبات القنب للاستخدام الطبي.

قرار، لا شك بأنه يشهد تأييداً كبيراً من العديد من سكّان الدولة الذين عاشوا حياتهم على زراعة النبتة المخدرة والمتاجرة بها.

ومن بين هؤلاء أبو سليم، الذي يرفض استخدام اسمه الحقيقي لأسباب أمنية، والذي يقول إن “رائحة نبات القنب تشبه رائحة الجنة،” مضيفاً: “هذه نبتة السعادة. يقول صديقي عندما يدخنها، إن زوجته تتحول إلى أميرة، ويضيء العالم من حوله، وتصبح الحياة جميلة”.

وتعادل مساحة محصول الحشيش في مزرعة أبو سليم، حجم ثلاثة ملاعب كرة قدم. ورغم أن موسم الحصاد لم يبدأ بعد، إلّا أن الدولة قامت مسبقاً بالتركيز على هذا النوع من الحقول.

ويوضح وزير الاقتصاد، رائد خوري، أن القيمة الإجمالية لهذه الصناعة تقدر بمبلغ 800 مليون دولار، ما قد يجعلها حلاً مثالياً لمشاكل البلاد الاقتصادية العديدة.

ويقول مزارعو لبنان إن نتيجة التغير الاقتصادي هذا لن تظهر على الفور، إذ قد تأثرت أراضي البلاد الزراعية بالاحتباس الحراري في الآونة الأخيرة، بينما يعاني وادي البقاع، الواقع بين جبل لبنان وسوريا، من الجفاف، فضلاً عن جفاف العديد من آبار المياه أيضاً. كما يشرح المزارعون والخبراء أن زراعة البطاطا والبصل وغيرها من المنتجات المحلية في المنطقة، أصبح أصعب في اليوم الحالي أكثر من أي وقت مضى.

ولكن، على الجانب الآخر، يتميز محصول نبات القنب بمقاومته للجفاف، إذ يحتاج القليل من الماء، ولا يجب استخدام المبيدات الحشرية عند زراعته.

02:53
الحشيش في لبنان.. هل ينهي تشريعه المشاكل الاقتصادية؟

ويزدهر الحشيش في الارتفاعات العالية لسهول البقاع، التي تشتهر بتاريخها الطويل في إنتاج هذا المحصول، إذ يوضح أبو سليم أن جده كان قد وجد زهرة القنب وسط أطلال مدينة بعلبك الفينيقية القديمة.

ويأمل المسؤولون اللبنانيون أن يعزز هذا التشريع من صادرات البلاد ويفتح آفاق جديدة في المجال الاقتصادي.

ويقول مصطفى حيدر، أستاذ علوم الأعشاب في الجامعة الأميركية في بيروت ومدير أحد مراكز البحوث الزراعية البارزة في البقاع، إن “أهل سهل البقاع ليسوا جيدين في التسويق، ولكنهم خبراء في مجال الزراعة”، مضيفاً، “إذا سيطرت الحكومة على بيع الحشيش وأعطت تراخيص لاستخداماته الطبية، سيكون الأمر رائعاً”.

كما يوضح خوري في مقابلة مع CNN أن القنب اللبناني هو من أفضل الأنواع، بحسب إشارة العديد من الأخصائيين الذي درسوا ميزاته، وأنه قد يوفر عائدات تتراوح بين 400 إلى 800 مليون دولار على البلاد”.

وفي الوقت الحالي، يبدو أن سلطات القانون تصرف النظر عن مزارع القنب، إذ نادراً ما تُجري الشرطة حملات تفتيش على المزارعين، رغم خوف الأخيرين الدائم من القبض عليهم، ما يجبرهم على البقاء بعيداَ عن أعين الناس. وقد تربط القوة السياسية المهيمنة في المنطقة، حزب الله، علاقة متبادلة مع المزارعين، بحسب الخبراء والسكان.

ويقول أبو سليم إن العديد من مزارعي الحشيش هم من أنصار جماعة حزب الله. ورغم أن الحزب امتنع عن التصريح علناً بتأييد قرار تشريع الحشيش، إلّا أن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أعرب عن تأييده لهذه الخطوة الشهر الماضي.

يذكر أن حزب الله رفضت الرد على CNN حول موقفها من تشريع القنب.

ومن شأن هذا القرار أن يُفيد سكان المنطقة، بحسب ما أشار إليه حيدر، مضيفاً أنه “ليس هناك أحد يمكنه التدخل لإيقاف هذا القرار، وليس حتى حزب الله. قد تُقام ثورة ضدهم”.

حتى الآن، لم يتلق القرار معارضة سوى من عدد قليل من الأشخاص، ما يدل على أن الطبقة السياسية “متعددة الأوجه” في لبنان تدعمه كلياً.